كشف المشكل في النحو،

علي بن سليمان حيدرة (المتوفى: 602 هـ)

باب حكم الصحيح

صفحة 49 - الجزء 1

  والمرأتان، ومعتل نحو قولك: القاضيان وموسيان، ومركب نحو قولك: خمسة عشران، وذواتا تأبط شرًا، وكذلك التثنية تنقسم على ثلاثة أقسام: تثنية في اللفظ والمعنى، وقد مثل عليه أكثر الكلام، وتثنية في اللفظ دون المعنى نحو قولهم: العمران في أبي بكر وعُمر والقمران في الشمس والقمر، والحسنان في الحسن والحسين ®، والأسودان في التمر والماء، ولا يقال ذلك إلا في ما كان مشهورًا فيغلب أحد الاسمين على الآخر. وتثنية في المعنى دون اللفظ وهي تثنية كل مفرد مضاف إلى مثنى إنه يكون بلفظ الجمع ومعناه التثنية، نحو قول الله تعالى: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}⁣[التحريم: آية ٤]، {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا}⁣[المائدة: ٣٨]، وتقول: أعجبني حسن وجه الزيدين، وطيب أنفسهما، وإن شئت ثنيت على الأصل فقلت وجهيهما، ونفسيهما، قال الفرزدق: (طويل)

  بما في فُؤدينا من الهم والأسى ...... (⁣١)

  وقال آخر وجمع بين اللغتين: (رجز)

  و مهمهين فذفين مرتين ... ظهراهما مِثْلُ ظهور التُرسين⁣(⁣٢)

  ومن هذا الضرب: تثنية المضمر والمبهم الناقص مثل: هما، وهذان، واللذان، فإنها مفردة معناها التثنية.

  فصل: وأحكام المثنى كثيرة مختلفة، ونحنُ نذكرُ حُكم كل واحد من أقسامه الثلاثة أعني: الصحيح والمركب والمعتل في باب نفرده له إن شاء الله.

باب حكم الصحيح

  حكمُ الصحيح أن تثنيه على لفظ واحد فتقول في زيد: زيدان، وفي عمرو: عمران، تلحقه ألفا في حال رفعه وياء في حال نصبه وجره، مفتوحًا ما قبلها فرقًا


(١) البيت في ديوانه: ٢/ ٥٥٤.

(٢) هذا البيت منسوب لخطام المجاشعي، انظر: الكتاب: ١/ ٢٤١.