مقدمة
  
مقدمة
  الحمد لله وحده وبه نستعين، اللهم عزّ ومَن مِن مَنكَ.
  قال الشيخ أبو الحسن علي بن سليمان الحيدرة رحمة الله عليه ورضوانه: الحمد لله حمدًا يزيد النعم سُبوعًا والحسنات بلوغاً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة من نفى عنه الأضداد والأنداد. ونزهه عن اتخاذ الصواحب والأولاد، وأشهد أن محمدًا عبده الصادق الأمين ورسوله الناطق بالحق المبين، فصلوات الله عليه وعلى آله وسلامه.
  وبعدُ: فإنه كان يحضرني جماعة من الإخوان كثر الله عددهم وطول في طاعته مددهم، وكانوا مؤثرين للأدب، مُتعلقين منه بأوثق السبب، يزيدون العلم إيضاحًا وسُطوعًا، ويزيدهم تواضعًا وخشوعًا. وإن أحدهم ليسألني عن المسألة في الأدب تختلج في صدره أو تغمض عن فكره، فأنفعُ بالجواب غليله، وأوضح بالصواب سبيله، فسألوني أن أرسم لهم كتابًا في هذا الشأن معينًا على تقويم اللسان، فأجبتهم إلى ذلك انحطاطا في هواهم مُلتمسًا رِضَى الله تعالى برضاهم، فوضعت لهم كتابًا، سميته بكشف المُشْكِل لم أحتذ له مثالاً، ولم أدع له كمالاً، لأني غيرُ مُتبحرٍ في العلم، ولا بمتوفر على التماس الفهم، وضمنته قِسَما وافيةً، وفوائد من ألفاظ النحويين شافية، من غير أن أستعين عليها بمطالعة كتاب، أو أقصد فيها لسلخ باب، وإنما أخذتُ بعضها عن شيخي أديب الأدباء (أبي السعود ابن الفتح) تولى الله مكافأته معنى أو لفظاً، وضبطتُ بعضها عن آثار المتقدمين حفظا، وفرعت سائرها تفريعا تقتضيه أصولهم، ويشهد بصحته تحصيلهم، وتحمد محكمه