باب ما لم يسم فاعله
  وكسرت ما قبل آخره إن كان ماضيًا؛ فقلت: ضُرِب زيد، وخُشي الله، ووزن القطن، ودعي عمرو، وكُفِي أخوك الشر. تقلب حرف العلة ياء لانكسار ما قبله سواء كان أصله الياء أو الواو. وهذا التمثيل، والثلاثي قال الله سبحانه: {ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ}[الحج: ٧٣]، وقال تعالى: {قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ١٧}[عبس]، وتقول في الرباعي: والخُماسي، والسداسي بالزيادة: قُرمُط الكتاب، وأرتقي المنبر، واختير عمرو الرجال، قال الشاعر: (طويل)
  ومنا الذي اختير الرجال سماحة ... وجُودًا إذا هب الرياح الزعازعُ(١)
  فإن كان الفعل مستقبلاً ضممت أوَّله أيضًا، وفتحت ما قبل آخره فقلت: يُضرب زيد، ويُوزن القطن، ويُخشى الله. ويُدعى عمرو، ويُكفى أخوك. تقلب حرف العلة ألفًا لانفتاح ما قبلها، وتقول فيما عدا الثلاثي: يُقرمط الكتاب ويُرتقى المنبر، ويُستخرج المتاع. وإن كان معتل العين كسرت أوَّله إن كان ماضيا وقلبت عينه بالانكسار ما قبلها، فقلت في مثل سام زيد عبده بكذا وباعه بكذا: سيم العبد وبيع هذا، وهذا هو الوجه الصحيح والمختار ويجوز أن ترومه إلى الضم، فتقول: سيم، وبيع إلحاقا بالأصل سواء كان من ذوات الياء أو الواو، وقد قُرئ: {وَغِيضَ الْمَاءُ}[هود: ٤٤]، وقيل: {فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ٤١}[المؤمنون]، {سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا}[الملك: ٢٧] ومنهم من يجيز ضم أول الفعل ويقلب عينه واوا لانضمام ما قبلها فيقول سوم العبد وبوع وعلى ذلك أنشد ابن الأعرابي: (رجز)
  ليت وما ينفع ليت ليت ... ليت زمانا بوع فاشتريت(٢)
  وهي لغة ضعيفة جدًا. فإن كان معتل العين مستقبلاً ضممت أوله، وفتحت
(١) البيت للفرزدق، وهو في ديوانه: ٢/ ٥١٦، وفيه: (منا الذي ... وخيرًا إذا هب ...)
(٢) البيت لرؤبة بن العجاج، انظر: ديوانه: ١٧١.