وإذا قد ذكرنا اسمه # فنذكر صفته #:
  وَكَمْ لَهُ مِن مَوْقِفِ ظَاهِرٍ ... أَظْهَرَ فِيْهِ أَنَّ هَذَا أَخِي(١)
  قوله:
  ٣١ - وَكَهَارُونَ غَدَا فِي شَأْنِهِ ... مِنْهُ إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَ نَبيا
  البيت واضح الألفاظ، وهو إشارة إلى حديث المنزلة الشهير الذي رواه من الصحابة الجَمُّ الغفير؛ وإِنَّ مَنْ رُزِقَ اطلاعًا على كتب الحديث الحافلة عَلِمَ تواتر ذلك(٢)؛ وَلْنَتَشَرَّفْ بِسَرْدِ بعض ما ورد من ذلك مما عرفناه.
(١) محاسن الأزهار ص ٩٤، ولقد روى ابن عساكر ٤٢/ ٥٢١ أنه كتب معاوية إلى الإمام علي #: يا أبا الحسن، إن لي فضائل كثيرة: كان أبي سيدًا في الجاهلية، وصرتُ ملكًا في الإسلام، وأنا صهر رسول الله ÷، وخال المؤمنين، وكاتب الوحي، فلما قرأ أمير المؤمنين الكتاب: قال أبا لفضائل يفخر علي ابنُ آكلة الأكباد؟ ثم قال: يا غلام اكتب:
مُحَمَّدٌ النَّبِي أخى وصهري ... وحمزَةٌ سَيدُ الشُّهَدَاءِ عَمِّي
وَجَعْفَرُ الَّذِي يُمْسِي وَيُضْحِي ... يَطِيرُ مَعَ الْمَلَائِكَةِ ابْنُ أُمِّي
وَبِنْتُ مُحَمَّدٍ سَكَنِي وَعِرْسِي ... مَشُوبٌ لَحْمُهَا بِدَمِي ولحمي
وَسِبْطَا أَحْمدٍ وَلَدَايَ مِنْهَا ... فأَيُّكُمْ لَهُ سَهُمْ كَسَهْمِي
سبَقْتُكُمْ إِلَى الإِسْلَامِ طُرا ... غُلاما مَا بَلَغْتُ أَوَانَ حُلْمِي
فلما قرأ معاوية الكتاب قال: أخفوا الكتاب لا يقرأه أهل الشام فيميلون إلى ابن أبي طالب. وروى ابن عساكر ٤٢/ ٥٢٥: اجتمعت قريش في حلقة فتفاخروا حتى انتهوا إلى علي بن أبي طالب، فقالوا له: يا أبا الحسن قل، فقال علي:
اللهُ أَكْرَمَنَا بنصْرِ نبيه ... وبنا أقام دعائم الإسلام
وبنا أعز نبيه وكتابه ... وأعزنا بالنصر والإقدام
في كل معركة تطير سيوفنا ... فيها الجماجم عن قراع الهام
ويزورنا جبريل في أبياتنا ... بفرائض الإسلام والأحكام
فنكون أول مستحل حلاله ... ومحرم لله كل حرام
نحن الخيار من البرية كلها ... ونظامها وزمام كل زمام
(٢) قال في تاريخ دمشق ٤٢/ ١٦٦ وروي هذا عن غير سعد: روي عن عمر، وعلي، وأبي هريرة، وابن عباس، و [عبد الله] بن جعفر، وجابر بن سمرة، وأنس بن مالك، وزيد بن أبي أوفى، ونبيط بن شريط، وحبشي بن جنادة، ومالك بن الحويرث الليثي وأبي الفيل، وأسماء بنت عميس، وأم سلمة، وفاطمة بنت حمزة. ينظر تاريخ دمشق ٤٢/ ١٦٦ - ١٨٤ =