الروضة الندية شرح التحفة العلوية،

محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير (المتوفى: 1182 هـ)

ترجمة المؤلف:

صفحة 18 - الجزء 1

  مَنْ ذَا أَتَى بِالشَّمْسِ فِي أُفُقِ السَّمَا ... تَجْرِي بِتَقْدِيرٍ عَلَى أَرْجَائِهِ؟

  أَسِوَاهُ سَوَّاهَا ضِيَاءٌ نَافِعًا ... لَا وَالَّذِي رَفَعَ السَّمَا بِنَائِهِ

  مَنْ أَطْلَعَ الْقَمَرَ الْمُنِيرَ إِذَا دَجَى ... لَيْلٌ فَشَابَهَ صُبْحَهُ بِضِيَائِهِ؟

  مَنْ طَوَّلَ الأَيَّامَ عِنْدَ مَصِيفِهَا ... وَأَتَتْ قِصَارًا عِنْدَ فَصْلِ شِتَائِهِ؟

  مَنْ ذَا الَّذِي خَلَقَ الخَلَائِقَ كُلَّهَا ... وَكَفَى الجَمِيعَ بِرِّهِ وَعَطَائِهِ؟

  وأَدَرَّ لِلطَّفْلِ الرَّضِيعِ مَعَاشَهُ ... مِنْ أُمِّهِ يَمْتَصُّ طِيبَ غِذَائِهِ

  يَا وَيْحَ مَنْ يَعْصِي الإِلَهَ وَقَدْ رَأَى ... إِحْسَانَهُ بِنَوَالِهِ وَنِدَائِهِ⁣(⁣١)

  وله جواب على سؤال مضمونه: هل ورد أثر بالصلاة على النبي ÷ عند شم رائحة الطيب؟ فقال:

  يَقُولُونَ عِنْدَ الطَّيبِ يُذْكَرُ أَحْمَدُ ... فَهَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُنَّةٍ فِيهِ تُؤْثَرُ؟

  فَقُلْتُ لَهُمْ: لَا، إِنَّمَا الطَّيْبُ أَحْمَدُ ... فَنَذْكُرُهُ وَالشَّيْءُ بِالشَّيْء يُذْكَرُ

  وقد جرت له خطوب ومحن شأن كل مصلح عظيم، وكفاه الله شرها، وتولى نظارة الأوقاف مدة يسيرة في أيام المهدي العباس ثم استقال منها. وأخباره وآثاره كثيرة مشهورة، وقد ترجم له ولتلامذته ولده العلامة إبراهيم بن محمد في مؤلف مستقل سماه «الروض النضير». وكانت وفاته في ثالث شهر شعبان سنة ١١٨٢ هـ عن ثلاث وثمانين سنة، | ورضي عنه، وجزاه عن العلم وأهله أفضل الجزاء، ودفن غربي منارة مسجد المدرسة بصنعاء، ورثاه كثير من شعراء عصره بمراث طنانة. وأرخ عام وفاته بعضهم فقال: «محمد في جنان الخلد قد وصلا» ١١٨٢. وأرخ حفيده محرر هذه الترجمة مولده ومدة عمره وعام وفاته في البيت التالي:

  قد حاز في المولد «خيرا وافرا» ... عاش «إمامًا» وتوفي «ظافرا»

  ١٠٩٩ ... ٨٣ ... ١١٨٢

  حرر بصنعاء - في شهر شعبان سنة ١٣٧٣ هـ.


(١) ينظر: ديوانه ٥.