فائدة: [شبه علي # بخمسة من الأنبياء]
  ومنها: ما روى ابن عباس في قوله تعالى: {وَيُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ مِسۡكِينٗا وَيَتِيمٗا وَأَسِيرًا ٨}[الإنسان: ٨]، قال: نزلت في علي بن أبي طالب(١). وعن ابن عباس ®: ليس من آية في القرآن: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ} إِلَّا وَعَلَى رَأْسُهَا وأَمِيرُهَا وشَرِيْفُهَا، ولقد عاتب الله أصحاب محمد في القرآن، وما ذَكَرَ عَلِيًّا إلا بخير، ذكره أحمد في المناقب(٢) انتهى كلام المحب بحروفه؛ جر إليه ذكر: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ} تَتْمِيما للإفادة، وتَبَرُّعًا بنشر بعضِ فَضَائِلِهِ فإنها لا تُمَلُّ - وإِنْ أَمَلَ المُعَادُ في العادة. قوله:
  ٣٨ - وَنِفَاقٌ بُغْضُهُ صَحْ كَمَا ... حُبُّهُ عُنْوَانُ مَنْ كَانَ تَقِيَّا
  النّفَاقُ مِنْ نافق في الدين: سَتَرَ كُفْرَهُ وأظهر إيمانه، والعُنْوَانُ: كلما يستدل به على شيء مضمر. قاله في القاموس [١٥٧٠]، والبيتُ إشارة إلى ما ثبت عنه ÷ من الأخبار بأنه لا يُحِبُّ عَليًّا # إلا مؤمن، ولا يُبْغِضُه إلا منافق، ومِنْ أَنَّ حُبَّهُ إيمان، وَبُعْضُهُ نِفَاقٌ، ونَسْتَطْردُ مع ذلك أَنَّهُ أَحَبُّ الخلق إلى الله بعد رسوله ÷، وأَنَّهُ أَحَبُّ الخلق إلى رسوله ÷، وأن الله جعل له في قلوب المؤمنين وُدًّا.
  أما الأول: فنقول أخرج مسلم [١/ ٨٦ رقم ١٣١] من حديث علي # أنه قال: والذي فَلَقَ الحبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ ÷: «أَنَّهُ لا يُحِبُّنِي إِلا مُؤْمِنٌ ولا يُبْغِضُنِي إِلَّا مُنَافِقٌ».
  وأخرج أحمد في المناقب من حديث المطلب بن عبدالله بن حَنْطَبِ(٣) قال: قال رسول الله ÷: «يا أيها الناسُ أوصيكم بِحُبِّ أَخِي وابْنِ عَمِّي علي بن أبي
(١) شواهد التنزيل للحسكاني ٢/ ٢٩٨ برقم ١٠٤٢ - ١٠٦١، وتفسير القرطبي ١٠/ ٦٩٢١، والكشاف ٤/ ٦٧٠، وروح المعاني ١٦/ ٢٦٩، والواحدي ٢٥١، وتفسير أبي السعود ٩/ ٧٣، وتفسير الرازي مج ١٥ / ج ٣٠/ ٢٤٤، والدر المنثور ٦/ ٤٨٥، وتفسير الخازن ٦/ ٣٣٧، وتفسير البغوي ٦/ ٣٣٧.
(٢) فضائل الصحابة ٢/ ٨١٢ برقم ١١١٤، والذخائر ص ٨٩، والرياض النضرة ٣٥/ ٢٢٩، والحاكم الحسكاني في شواهده ١/ ٤٩ - ٥٤ برقم ٦٧ - ٨٥، وحلية الأولياء لأبي: ١/ ١٠٣ رقم ١٩٤، وكفاية الطالب ١٤٠، وينظر الجامع الكبير ١٦/ ٢٣٦ برقم ٧٧٨٥.
(٣) تابعي، محدث مكثر، روى له البخاري والباقون سوى مسلم تهذيب الكمال ٢٨/ ٨١.