فائدة: [شبه علي # بخمسة من الأنبياء]
  قلت: هذه قطرة من أحاديث الباب وهي كثيرة شهيرة مُخَرَّجَةٌ لا يَبْعُدُ ادَّعَاءُ تواترها للباحث عن كتب السنة، وهذا هو ما وعدنا به في شرح أول بيت من الأبيات. وها هنا سؤال مشهور تتم الإفادة بذكره وهو: أنه قد ثبت بلا تردد أن بغضه # نفاق، وتقدم تفسير النفاق، وأنه سَتْرُ الكفر، وفي القرآن العزيز: {إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ٦٧}[التوبة: ٦٧]، {إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ فِي ٱلدَّرۡكِ ٱلۡأَسۡفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ}[النساء: ١٤٥]، وقد ثبت أن الخوارج أبغضوه وعادوه وكفَّرُوه صانه الله عن ضلالهم وأقوالهم وثبت أن معاوية وأصحابه ومن إليه بَغَوْا عليه # وقاتلوه أيضًا، وقد ثبت أنه [سَبَّهُ] وأَيُّ بُغْضِ أَشَدُّ مِنْ ذلك؟ وقد ثبت أن أصحاب الجمل قاتلوه أيضًا، وقد ثبت أنه مَنْ آذاه فقد آذى رسول الله ÷، ومَنْ أذى رسول الله فقد آذى الله سبحانه وتعالى كما سيأتي أحاديث ذلك قريبًا. وقد روي عن أمير المؤمنين # النهي عن سب الخوارج، فقال: لا تَسُبُّوا الخوارج: إن كانوا خالفوا إماما عادلا أو جماعة فقاتلوهم؛ فإنكم تؤجرون في ذلك، وإن خالفوا إمَامًا جائرًا فلا تقاتلوهم؛ فَإِنَّ لهم بذلك مقالًا.
  وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن الحارث من بني نصر بن معاوية مثله(١).
  وأخرج القزويني(٢) من حديث عبد خير قال: سُئِلَ عَلِيٌّ عن أهل الجمل؟ فقال: إِخْوَانُنَا بَغَوْا عَلَيْنَا، فَقَاتَلُونَا فَقَاتَلْنَاهُمْ، وقَدْ فَاؤُوا وَقَدْ قَبِلْنَا فَيْئهُمْ(٣).
  وأخرج القزويني(٤) عن كثير بن نمر(٥) قال: جاء رجل برجل من الخوارج إلى علي #، فقال: يا أمير المؤمنين هذا سَبَّكَ، فقال: سُبّه كما سَبَّنِي، قال: ويَتَوَعدُكَ، فقال: لا أَقْتُلُ مَنْ لَمْ يَقْتُلْنِي، ثم قال: لَهُمْ عَلَينا ثَلَاثُ: أَنْ لَا نَمْنَعَهُمْ
(١) الجامع الكبير للسيوطي ١٦/ ١٨١ برقم ٧٥٦٨، ورقم ٧٥٦٩ عن ابن جرير.
(٢) الصواب: وأخرج البيهقي من حديث.
(٣) ابن أبي شيبة ٧/ ٥٣٥ رقم ٣٧٧٦٣ عن البختري، ٧/ ٥٦٣ رقم ٣٧٩٤٢ عن طارق بن شهاب، وسنن البيهقي ٨/ ١٧٣، ٨/ ١٧٤، والجامع الكبير للسيوطي ١٦/ ١٩٠ برقم ٧٦٠٨.
(٤) الصواب: وأخرج البيهقي.
(٥) الحضرمي، من أهل الكوفة، يروي عن علي، وعنه سلمة بن كهيل. الثقات ٥/ ٣٣١.