(ذكر ما خصه الله من فتح بابه إلى مسجده ÷ وسد ما عداه من الأبواب):
  خصالِ لَأَنْ تكونَ لي واحدةٌ منهن أَحَبَّ إليَّ من حُمْر النَّعَمِ: زَوْجَهُ النبي ÷ ابنته ووَلَدَتْ له، وسَدَّ الأبواب إلا بَابَهُ في المسجد، وأعطاه الراية يومَ خَيْبَرَ»(١).
  قلت: ولعله سَقَط (قَالَ عُمَرُ)؛ فَإِنَّ هذا مروي عنه(٢). وكذلك رواه بُرَيْدَةً أن عمر قال؛ ذكر ذلك المحب الطبري [الذخائر ٧٧]، وروايةُ سَدَّ الأبواب إلا باب علي # مُتَعَدِّدَةٌ رواها أحمد [١/ ٣٧١ رقم ١٥١٢]، والنسائي من طريق سعد بن أبي وقاص [سبق].
  قال السمهودي(٣): وإسناده قوي، ورواه الطبراني، وقال: رجاله ثقات، وأخرجه أحمد أيضًا، والحاكم [٣/ ١٢٥]، والنسائي [٥/ ١١٨ رقم ٨٤٢٣] من حديث زيد بن أرقم، ورجاله ثقات. وفي رواية لأحمد، والنسائي برجال ثقات أنه أمر ÷ بسد أبواب المسجد غير باب علي #(٤)؛ فكان يدخل المسجد وهو جنب ليس له طريقٌ غَيْرُهُ من حديث ابن عباس [وفاء الوفاء ٢/ ٤٧٥](٥). قال الحافظ ابن حجر: وهذه الأحاديث يقوي بعضها بعضًا، وكل منها صالح للاحتجاج(٦).
  قلت: وأما إدخال ابن الجوزي له في الموضوعات فَمِنْ قُصُورِهِ، وقلة اطلاعه، وكم في موضوعاته من صحيح(٧)!
  ومما اختصه الله بأنه أَوَّلُ مَنْ يَقْرَعُ بابَ الجنة بعده ÷ كما أخرجه الإمام علي بن
(١) المستدرك ٣/ ١٢٥، ومسند أحمد ٢/ ٢٥٥ رقم ٤٧٩٧، ومصنف ابن أبي شيبة ٦/ ٣٦٩ رقم ٣٢٠٩٩، وشرح مشكل الآثار ٩/ ١٨٣ رقم ٣٥٥٣، ومسند أبي يعلى ٩/ ٤٥٢ رقم ٥٦٠١.
(٢) المستدرك ١٢٥٣، وابن أبي شيبة ٦/ ٣٦٩.
(٣) نورالدين أبو الحسن علي بن عبدالله السمهودي الحسن الشافعي، محدث، وفقيه، وأصولي، ومؤرخ، ت: ١١ ٩، وله وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى، وجواهر العقدين، وغيرهما. ينظر: الأعلام ٤/ ٣٠٧.
(٤) المستدرك ٣/ ١٣٢، وصححه الذهبي، والرياض النضرة ٢/ ٢٦٩، والغدير للأميني ١/ ٥١، ومسند أحمد ١/ ٧٠٨ رقم ٣٠٦٢، وخصائص النسائي ص ٥٩ رقم ٤٢، والذخائر ص ٨٧، وتاريخ ابن عساكر ٤٢/ ٩٩ ومختصر زوائد البزار ٢/ ٣١١ رقم ١٩١٩.
(٥) وفاء الوفاء ٢/ ٤٧٥.
(٦) فتح الباري ٧/ ١٥، والقول المسدد ص ١٦ - ٢٠.
(٧) الموضوعات لابن الجوزي ١/ ٣٦٥، وراجع ترجمة ابن الجوزي للذهبي في تذكرة الحفاظ ٤/ ١٣٤٧ رقم ١٠٩٨، وقال ابن حجر في فتح الباري ٧/ ١٥ بعد تضعيف ابن الجوزي للحديث وتعليلاته: وأخطأ في ذلك خطأ شنيعا؛ فإنه سلك في ذلك رد الأحاديث الصحيحة بتوهمه المعارضة.