(ذكر ما خصه الله من فتح بابه إلى مسجده ÷ وسد ما عداه من الأبواب):
  لاختلاف اللفظ.
  وعن الحسن بن أبي الحسن وقد سُئِلَ عن علي # قال: كان واللهِ سَهُما صَائِبًا من مَرَامِي الله ø على عَدُوِّهِ، ورَبَّانِي هذه الأُمَّةِ، وذَا فَضْلِهَا، وذَا سَابِقَتِهَا، وذَا قَرَابَتِهَا من رسول الله ÷، ولم يَكُنْ بِالنُّومَةِ عن أمر الله، ولا بِالْمَلُومَةِ فِي دين الله، ولا بالسَّرُوقَةِ لِمَالِ الله ø! أَعْطَى الْقُرْآنَ عَزَائِمَهُ؛ فَفَازَ منه برِيَاضِ مُوْنِقَةٍ! ذَاكَ عَلِيُّ بْنَ أَبي طالب #. أخرجه القلعي(١).
  قوله: رباني: هو العالم الراسخ في العلم والدين والذي يَبْتَغِي بعلمه وَجْهَ اللَّهِ، وقيل: العالم العامل الْمُعَلِّمُ، ونُسِبَ إلى الرب لذلك، والنون فيه زائدة. وقيل: منسوب إلى الرب بمعنى التربية كأنه تَرَبَّى بصغار العلم قبل كباره، وذكر في الصحاح [٢٢٨] الرباني: هو العالم الْمُتَأله، انتهى كلام المحب [الذخائر ٧٨].
  وناهيك أنه أقضى الأمة! كما أخرجه البغوي في المصابيح الحسان [٢/ ٥١٩] عن أنس أن رسول الله ÷ قال: «أَقْضَى أُمَّتِي عَليَّ»، وعن عمر قال: «أَقْضَانَا عليُّ»(٢) أخرجه الحافظ السلفي.
  وعن معاذ [بن جبل] قال: قال رسول الله ÷ لعلي: «تَخْصِمُ الناسَ بِسَبْعِ ولا يُحَاجُّكَ أَحَدٌ مِنْ قُرَيْشِ: أنت أَوَّلُهُمْ إِيمَانًا بالله، وَأَوْفَاهُمْ بِعَهْدِ اللَّهِ، وَأَقْوَمُهُمْ بِأَمْرِ اللهِ، وأَقْسَمُهُمْ بِالسَّوِيَّةِ، وأَعْدَلُهُمْ في الرَّعِيَّةِ، وأَبْصَرُهُمْ بِالْقَضِيَّةِ، وَأَعْظَمُهُمْ عند الله مَزيَّةً»، أخرجه الحاكم(٣)، وكيف لا يكون أقضاهم! وقد دعا له رسول الله ÷: بأَنْ يَهْدِيَ اللهُ لِسَانَهُ، ويُثَبِّتَ قَلْبَهُ - كما أخرجه الحاكم في المستدرك [٣/ ١٣٥] عن
(١) ذخائر العقبى ٧٨، والاستيعاب ٣/ ٢١٠، وأمالي أبي علي القالي ٣/ ١٧.
(٢) تاريخ دمشق ٤٢/ ٤٠٢ - ٤٠٤، والبخاري ٤/ ١٦٢٨ رقم ٤٢١١ (ر)، والذخائر ص ٨٣، ومسند أحمد ٨/ ٥ رقم ٢١١٤٢ - ٢١١٤٤، والحاكم ٣/ ٣٠٥ عن أبي سعيد الخدري، والطبراني في الأوسط ٧/ ٣٥٧، ومصنف ابن أبي شيبة ٦/ ١٣٨ رقم ٣٠١٢٩، وسنن النسائي الكبرى ٦/ ٢٨٩.
(٣) حلية الأولياء ١/ ١٠٦، وتاريخ دمشق ٤٢/ ٥٨، والرياض النضرة ٢/ ٢٦٢، وكفاية الطالب ٢٧٠، وذخائر العقبى ص ٧٨. وليست الرواية عند الحاكم، ولعل ابن الأمير وهم عند نقله من الجامع للسيوطي؛ لأن رمز الحلية (حل)، أو تصحف الرمز في نسخة ابن الأمير.