الروضة الندية شرح التحفة العلوية،

محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير (المتوفى: 1182 هـ)

(ذكر ما خصه الله من فتح بابه إلى مسجده ÷ وسد ما عداه من الأبواب):

صفحة 222 - الجزء 1

  لاختلاف اللفظ.

  وعن الحسن بن أبي الحسن وقد سُئِلَ عن علي # قال: كان واللهِ سَهُما صَائِبًا من مَرَامِي الله ø على عَدُوِّهِ، ورَبَّانِي هذه الأُمَّةِ، وذَا فَضْلِهَا، وذَا سَابِقَتِهَا، وذَا قَرَابَتِهَا من رسول الله ÷، ولم يَكُنْ بِالنُّومَةِ عن أمر الله، ولا بِالْمَلُومَةِ فِي دين الله، ولا بالسَّرُوقَةِ لِمَالِ الله ø! أَعْطَى الْقُرْآنَ عَزَائِمَهُ؛ فَفَازَ منه برِيَاضِ مُوْنِقَةٍ! ذَاكَ عَلِيُّ بْنَ أَبي طالب #. أخرجه القلعي⁣(⁣١).

  قوله: رباني: هو العالم الراسخ في العلم والدين والذي يَبْتَغِي بعلمه وَجْهَ اللَّهِ، وقيل: العالم العامل الْمُعَلِّمُ، ونُسِبَ إلى الرب لذلك، والنون فيه زائدة. وقيل: منسوب إلى الرب بمعنى التربية كأنه تَرَبَّى بصغار العلم قبل كباره، وذكر في الصحاح [٢٢٨] الرباني: هو العالم الْمُتَأله، انتهى كلام المحب [الذخائر ٧٨].

  وناهيك أنه أقضى الأمة! كما أخرجه البغوي في المصابيح الحسان [٢/ ٥١٩] عن أنس أن رسول الله ÷ قال: «أَقْضَى أُمَّتِي عَليَّ»، وعن عمر قال: «أَقْضَانَا عليُّ»⁣(⁣٢) أخرجه الحافظ السلفي.

  وعن معاذ [بن جبل] قال: قال رسول الله ÷ لعلي: «تَخْصِمُ الناسَ بِسَبْعِ ولا يُحَاجُّكَ أَحَدٌ مِنْ قُرَيْشِ: أنت أَوَّلُهُمْ إِيمَانًا بالله، وَأَوْفَاهُمْ بِعَهْدِ اللَّهِ، وَأَقْوَمُهُمْ بِأَمْرِ اللهِ، وأَقْسَمُهُمْ بِالسَّوِيَّةِ، وأَعْدَلُهُمْ في الرَّعِيَّةِ، وأَبْصَرُهُمْ بِالْقَضِيَّةِ، وَأَعْظَمُهُمْ عند الله مَزيَّةً»، أخرجه الحاكم⁣(⁣٣)، وكيف لا يكون أقضاهم! وقد دعا له رسول الله ÷: بأَنْ يَهْدِيَ اللهُ لِسَانَهُ، ويُثَبِّتَ قَلْبَهُ - كما أخرجه الحاكم في المستدرك [٣/ ١٣٥] عن


(١) ذخائر العقبى ٧٨، والاستيعاب ٣/ ٢١٠، وأمالي أبي علي القالي ٣/ ١٧.

(٢) تاريخ دمشق ٤٢/ ٤٠٢ - ٤٠٤، والبخاري ٤/ ١٦٢٨ رقم ٤٢١١ (ر)، والذخائر ص ٨٣، ومسند أحمد ٨/ ٥ رقم ٢١١٤٢ - ٢١١٤٤، والحاكم ٣/ ٣٠٥ عن أبي سعيد الخدري، والطبراني في الأوسط ٧/ ٣٥٧، ومصنف ابن أبي شيبة ٦/ ١٣٨ رقم ٣٠١٢٩، وسنن النسائي الكبرى ٦/ ٢٨٩.

(٣) حلية الأولياء ١/ ١٠٦، وتاريخ دمشق ٤٢/ ٥٨، والرياض النضرة ٢/ ٢٦٢، وكفاية الطالب ٢٧٠، وذخائر العقبى ص ٧٨. وليست الرواية عند الحاكم، ولعل ابن الأمير وهم عند نقله من الجامع للسيوطي؛ لأن رمز الحلية (حل)، أو تصحف الرمز في نسخة ابن الأمير.