(ذكر ما خصه الله من فتح بابه إلى مسجده ÷ وسد ما عداه من الأبواب):
  قوله: طَوْدَ: هو الجبل العظيم اسْتَعِييّرَ منه للتعظيم، والنُّهَى: العقول، والحِجا: العقل أيضًا، والنَّجْوَى: المشاورةُ والمُسَارَّةُ.
  وعن معقل بن يسار أن النبي ÷ دخل على فاطمة ^ وهي شاكية؛ فقال: «كيف تجدينك؟ قالت: لقد اشْتَدَّتْ فاقتي، وطال سُقْمِي»(١).
  قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: وجدتُّ بخط أبي في هذا الحديث قال: «أَوَمَا تَرْضَيْنَ أَنِّي زَوَّجْتُكِ أَقْدَمَهُمْ إِسْلَامًا، وَأَكْثَرَهُمْ عِلْمًا»؟ قلت: وفي مسند علي # في الجامع في حديث طويل وفيه أنه ÷ قال لها: «والله لقد أَنْكَحْتُكِ أَكْثَرَهُمْ عِلْمًا، وأَفْضَلَهُمْ حِلْمًا، وأَقْدَمَهُمْ إِسْلَاما»، وفي لفظ: «أَوَّلَهُمْ سِلْما». أخرجه ابن جرير وصححه، والدولابي(٢) في الذرية الطاهرة [١٤٢]. وعن عطاء قيل له: أَكَانَ في أَصحابِ مُحَمَّدٍ أَعْلَمُ مِنْ عَلِيٍّ؟ قال: لا أَعْلَمُ(٣). أخرجه القلعي(٤).
  وعن ابن عباس قال: والله لقد أَعْطِيَ عَلِيٌّ تِسْعَةَ أَعْشَارِ العِلْمِ! وايمُ اللَّهِ لَقَدْ شَارَكَكُمْ فِي العُشْرِ العَاشِرِ. أخرجه أبو عمر(٥).
  وعن علي # أن رسول الله ÷ قال له: «لِيَهْنِكَ العِلْمُ يا أبا الحَسَنِ؛ لقد شَرِبْتَ العِلْمَ شُرْبًا، ونَهَلْتَهُ نَهَلا». أخرجه الدارمي(٦)، نهلت هنا بمعنى شَرِبْتَ وكرره
(١) مسند أحمد ٧/ ٢٨٧ رقم ٢٠٣٢٩، وفضائل الصحابة ٢/ ٩٥٨ رقم ١٣٤٦، ومصنف عبد الرزاق ٥/ ٤٩٠ رقم ٩٧٨٣، والطبراني في الكبير ٢٠/ ٢٢٩، والشافي ١/ ١٣٠، والخطيب ٤/ ١٩٦، والرياض النضرة ٢/ ٥٥، والمستدرك ٣/ ١٥٩، والذرية الطاهرة ص ١٤٢ رقم ١٨١، والجامع الكبير للسيوطي ١٦/ ٢٣٩ رقم ٧٧٩٩ عن ابن جرير الطبري وصححه.
(٢) أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري الرازي، الدولابي، كان عالما بالحديث والأخبار والتواريخ، سمع بالعراق والشام ت: ٣١٠ من مصنفاته الأسماء والكنى والضعفاء، والذرية الطاهرة. ينظر سير أعلام النبلاء ١٤/ ٣٠٩.
(٣) الذخائر ص ٧٨، والاستيعاب ٣/ ٢٠٦.
(٤) أبو محمد عبد الله بن محمد بن القاسم بن حزم الأندلسي، محدث حافظ، ت: ٣٨٣ هـ، ينظر: سير أعلام النبلاء ١٦/ ٤٤٤.
(٥) تاريخ دمشق ٤٢/ ٣٨٤، وحلية الأولياء لأبي نعيم ١/ ١٠٤ رقم ١٩٨، وشواهد التنزيل للحسكاني ١/ ٨٤ رقم ١٢٣، والاستيعاب ٣/ ٢٠٧، وأسد الغابة ٤/ ٩٦، والذخائر ص ٧٨.
(٦) حلية الأولياء ١/ ١٠٥ رقم ١٩٩، وتاريخ دمشق ٤٢/ ٣٩١.