(ذكر أن جمعا من الصحابة لما سئلوا أحالوا في السؤال عليه)
  فَاسْأَلْهُ! أخرجه أبو عمر. وعن [قيس بن] أبي حازم(١) قال: جاء رجل إلى معاوية فسأله عن مسألة فقال: سَل عنها عَلِيًّا فهو أَعْلَمُ! فقال: يا أمير المؤمنين جَوَابُكَ فيها أَحَبَّ إِلَيَّ من جواب علي! قال: بئس ما قُلْتَ! لقد كَرِهْتَ رَجُلًا كان رسول الله ÷ يَغْزُرُهُ بالعلم غَزْرًا! ولقد قال له: «أَنْتَ مِنّي بمنزلة هارون من موسى إِلَّا أَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي». وكان عُمَرُ إذا أشكل عليه شيءٌ أَخَذَ منه! أخرجه الإمام أحمد في المناقب(٢)، قوله: يَغْزُرُهُ بالعِلْمِ غَزْرًا، الغَزَارَةُ: الكَثْرَةُ، وقد غَزُرَ الشَّيْءُ: كثر(٣). [القاموس ٥٧٩]، وعن عائشة ^ - وقد سُئِلَتْ عن المسح على الخفين - فقالت: ائتِ عَلِيًّا فَاسْأَلْهُ! أخرجه مسلم(٤).
  عن حَنَشِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ(٥) أَنَّ رَجُلين أَتَيَا امْرَأَةً مِنْ قريش فَاسْتَوْدَعَاهَا مِائَةَ دينارٍ، وقالا: لا تَدْفَعِيْهَا إِلى أَحَدٍ مِنَّا دُونَ صَاحِبِهِ حَتى نَجْتَمِعَ، فَلِبثَا حَوْلًا، ثُمَّ جَاءَ
(١) قال ابن حجر في تهذيب التهذيب ٨/ ٣٨٨: كان يحمل على علي. وكذلك قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٤/ ١٩٩ - ٢٠١، وقال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال: كبر سنه وذهب عقله قال: فاشتروا له جارية سوداء أعجمية قال: وجُعِلَ في عُنُقِها قلائد من عِهْنِ وودع وأجراس من نحاس فَجُعِلَتْ، معه في منزله وأغلق عليه الباب، قال: وكنا نطلع عليه من وراء الباب وهو معها قال: فيأخذ تلك القلائد بيده فيحركها ويعجب منها ويضحك في وجهها. ورواها أيضًا الخطيب في تاريخه [١٢/ ٤٥٥]. وفي طبقات المعتزلة صة ١٢٥ في المناظرة التي جرت بين أحمد بن أبي دؤاد وأحمد بن حنبل في الرؤية فقال: هذا يزعم ا أن الله تعالى يرى، والرؤية لا تقع إلا على محدود، فروى له - أي أحمد بن حنبل - حديث قيس بن أبي حازم، فقال ابن أبي دؤاد تحتج بحديث قيس بن أبي حازم وهو أعرابي بوال على عقبيه!. ونحن نقول كما قال. ت ٩٨ هـ.
(٢) فضائل الصحابة ٢/ ٨٤٠ رقم ١١٥٣، وتاريخ ابن عساكر ٤٢/ ١٧٠، ١٧١.
(٣) في المناقب ٢/ ٨٤٠ يغره بالعلم غرَّا. قال في القاموس: غرّر القربة ملأها ٥٧٧. وفي لفظ: يغزره بالعلم غرزًا، والمراد من جميع ا الألفاظ كثرة عناية النبي ÷ به؛ فقد وجده أهلا لشدة العناية ووعاء مناسبًا لكثرة العلم؛ فغرز أو غزره أو غره بالعلم.
(٤) مسلم ١/ ٢٣٢ رقم ٢٧٦، وسنن النسائي ١/ ٨٤ رقم ١٢٩، وسنن ابن ماجة ١/ ١٨٣ رقم ٥٥٢، ومسند أحمد ١/ ٢٠٧ رقم ٧٤٨ و ٢١٤ رقم ٧٨٠ و ٢٤٠ رقم ٩٠٦ و ٢٥٠ رقم ٩٤٩، و ٢٨٢ رقم ١١١٩، و ٣١٤ رقم ١٢٧٦ و ٩/ ٤١٦ رقم ٢٤٨٥٠.
(٥) الكناني، أبو المعتمر الكوفي، وثقه أبو داود، وضعفه آخرون، وروى له الترمذي، وروى له أبو داود، والنسائي في خصائص علي ومسنده تهذيب الكمال ٧/ ٤٣٢، والإصابة ٢/ ٨٠.