الروضة الندية شرح التحفة العلوية،

محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير (المتوفى: 1182 هـ)

(ذكر أن جمعا من الصحابة لما سئلوا أحالوا في السؤال عليه)

صفحة 225 - الجزء 1

  أَحَدُهُمَا إليها وقال: إِنَّ صَاحِبِي قَدْ مَاتَ ادْفَعِي إِلَى الدَّنَانِيرَ؛ فَأَبَتْ، فَتَقَلَ عليها بِأَهْلِهَا فَلَمْ يَزَالُوا بِهَا حَتَّى دَفَعَتْهَا إِليه! ثُمَّ لَبِثَتْ حَوْلًا آخَرَ فَجَاءَ الْآخَرُ فقال: ادْفَعِي إِلَيَّ الدنانير! قالت: إِنَّ صَاحِبَكَ قد جاءني وزعم أنك قَدْ مِتَ فَدَفَعْتُهَا إليه؛ فاختصما إلى عمر فأرادَ أَنْ يَقْضِيَ عليها! فقالت: أَنْشُدُكَ اللَّهَ أَلَّا تَقْضِيَ بيننا وَارْفَعْنَا إلى علي بن أبي طالب! فَرَفَعَهَا إلى علي بن أبي طالب # فَعَرَفَ أنهما قد مكرا بها! فقال: أَلَيْسَ قُلْتُمَا لا تَدْفَعِيْهَا إِلى وَاحِدٍ منا دُونَ صَاحِبِهِ؟ قال: بلى، فقال: إِنَّ مَالَكَ عندنا فَاذْهَبْ فَجِئْ بِصَاحِبِكَ حَتَّى نَدْفَعَهَا إِلَيْكُمَا [الذخائر ٧٩].

  وعن سعيد بن المسيب قال: كان عمر يَتَعَوَّذُ من مُعْضِلَةٍ ليس لها أبو الحسن! أخرجه أ جه أحمد وأبو عمر⁣(⁣١).

  وعن محمد بن الزبير⁣(⁣٢) قال: دَخَلْتُ مسجد دمشق فإذا أنا بشيخ قَدِ الْتَوَتْ تَرْقُوتَاهُ من الكِبَرِ، فقلتُ: يا شيخُ مَنْ أَدْرَكْتَ؟ فقال: عُمَرَ، فقلتُ: فما غزوت معه؟ قال: اليرموك، فقلتُ: حَدَّثْنِي شَيْئًا سَمِعْتَهُ؟ قال: خرجتُ مع فتيةٍ حُجَّاجًا فأصبنا بَيْضَ نَعَام وقد أَحْرَمْنَا، فلما قَضَيْنَا نُسُكَنَا ذَكَرْنَا ذلك لأمير المؤمنين عُمَرَ؛ فَأَدْبَرَ وقال: اتَّبَعُونِي، حتى انتهى إلى حُجْرَةِ رسولِ اللهِ ÷ فَضَرَبَ حُجْرَةً منها فأجابَتْهُ امْرَأَةٌ، فقال: أَتَمَّ أبو الحسن؟ قالت: لا، قال: فأين هو؟ قالت: في الْمِقْثَأَةِ فَأَدْبَرَ وقال: اتَّبَعُونِي، حتى انتهى إليه وهو يُسَوِّي التُّرَابَ بيده فقال: مرحبا يا أمير المؤمنين! فقال: إِنَّ هؤلاء أصابوا بَيْضَ نَعَام وهم مُحْرِمُونَ؟ قَالَ: أَلَا أَرْسَلْتَ إِلَيَّ؟ قال: أَنَا أَحَقُّ بِإتْيَانِكَ! قال: يَضْرِبُونَ الفَحْل قَلَائِصَ أَبْكَارًا بِعَدَدِ البَيْضِ فما نُتِجَ منها أَهْدَوهُ! قال: إِنَّ الإِبل تَخْدِجُ؛ فقال عَلي #: والبَيْضُ تَمْرَضُ! فلما أَدْبَرَ عُمَرُ قال: «اللهم لا تُنْزِلْ بِي شِدَّةً إِلَّا وأبو الحسن إلى جَنْبِي»⁣(⁣٣)!


(١) فضائل الصحابة ٢/ ٨٠٣ رقم ١١٠٠، والاستيعاب ٣/ ٢٠٦، وأسد الغابة ٤/ ٩٦، وتاريخ دمشق ٤٢/ ٤٠٦، وفرائد السمطين ١/ ٣٤٨، والحاكم ١/ ٤٥٧.

(٢) التميمي الحنظلي البصري، ضعفه ابن معين، وأبو حاتم، والنسائي، قليل الحديث، روى له أبو داود في المراسيل، والنسائي. تاريخ دمشق ٥٣/ ٢٥، وتهذيب الكمال ٢٥/ ٢١٢.

(٣) في هذه الرواية مآخذ كثيرة منها: أنها من رواية محمد بن الزبير التميمي الحنظلي. ضعفه ابن معين، =