(ذكر أن جمعا من الصحابة لما سئلوا أحالوا في السؤال عليه)
  الله ÷: «أَتَانِي مَلَكٌ فقال: يا محمد: إِنَّ الله يقول لك: إِنِّي قَدْ أَمَرْتُ شَجَرَةَ طُوبَ أَنْ تَحْمِلَ الدُّرَّ، والياقوت، والْمَرْجَانَ، وأَنْ تَنْثُرَهُ عَلَى مِن حَضَرَ عَقْدَ نِكَاحِ فَاطِمَةَ مِنَ الملائكةِ والْحُورِ العِيْنِ، وقَدْ سُرَّ بذلك أهل السمواتِ، وإنه سَيُولَدُ بَيْنَهُمَا وَلَدَانِ سَيِّدَانِ في الدُّنْيَا، وسَيَسُودَانِ كُهُولَ أَهل الجَنَّةِ وَشَبَابَهَا؛ وَقَدْ تَزَيَّنَ أهل الجنة لذلك، فَاقْرُرْ عَيْنًا يا محمد؛ فَإِنَّكَ سَيْدُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ»(١).
  ومِنْ تَعْظِيمِ اللهِ نِكَاحَهَا أَنَّهُ زَفَّهَا ملائكةُ السَّمَاءِ؛ كما أخرج الحافظ أبو القاسم الدمشقي عن ابن عباس الله قال: لما كانت الليلة التي زُفَّتْ فيها فاطمة إلى علي ® كان النَّبِيُّ أمَامَها وجبريل عن يَمِيْنها، وميكائيل عن يسارها، وسبعون ألف ملك عن خلفها يُسَبِّحُونَ الله ويُقَدِّسُونَهُ حَتَّى طَلَعَ الفَجْرُ(٢).
  وأما وليمة عرسها: فقد أخرج الدولابي، وأبو عبد الرحمن النسائي من حديث بريدة قال: قال نفر من الأنصار لعلي #: عَلَيْكَ بفاطمة، فأتى رسول الله ÷ فقال: ما حاجةُ عَلي؟ قال: يا رسولَ اللهِ ذكرتُ فاطمة بنت رسول الله، فقال: مرحبًا وأهلًا لم يزد عليهما! فَخَرَجَ عَلَى أُولئِكَ الرَّهْطِ مِنَ الْأَنْصَارِ وكانوا ينتظرونه، قالوا: ما وراءك؟ قال: لا أدري، إلا أنه قال لي: مَرْحَبًا وأَهْلًا، قالوا: يكفيك من رسول الله أَحَدُهُمَا أعطاك الرُّحْبَ والأَهْلَ! فلما كان بعد ما زَوَّجَهُ قال له: يا عَلِيُّ إنه لابد للعرس من وليمة، فقال سعد: عندي كبش، وجمع له رهط من الأنصار أصعًا [جمع صاع] من ذُرَةٍ؛ فلما كان ليلة البناء(٣) قال: لا تُحْدِثَنَّ شَيْئًا حتى تلقاني، فدعا رسول الله ÷ بِمَاء فتوضأ منه، ثم أفرغه على علي # القلب وقال: «اللهم بَارِكْ فيهما، وبَارِكْ عَلَيْهِمَا، وبَارِكْ لَهُما فِي شَمْلِهِمَا»(٤).
(١) ليس في الجنة كهول؛ فالروايات أساطير لا ترفع من قدر الزهراء أنملة؛ فهي رفيعة القدر.
(٢) تاريخ دمشق ٤٢/ ١٢٧، وذخائر العقبى ص ٣٢، ومناقب ابن المغازلي ص ٢٧٨ رقم ٢٩٣ - ٢٩٦ وتاريخ بغداد ٤/ ١٢٩.
(٣) ليلة البناء: ليلة الدخول بالزوجة. لسان العرب ١٤/ ٩٧.
(٤) الذرية الطاهرة ص ٩٤ وأحمد في الفضائل ٢/ ٨٥٨ رقم ١١٧٨، والنسائي في عمل اليوم والليلة =