الروضة الندية شرح التحفة العلوية،

محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير (المتوفى: 1182 هـ)

(ذكر أن جمعا من الصحابة لما سئلوا أحالوا في السؤال عليه)

صفحة 249 - الجزء 1

  الكَثِيرُ الطَّيِّبُ. أخرجه أبو الخير القزويني الحاكمي.

  شرح: (أَوْشَجَ به الأرحامَ) أَيْ شَبَكَ بعضها ببعض، تقول رَحِمٌ وَاشِجَةٌ: أي مُشْتَبِكَةٌ، و (الْجَدُّ): الحظ والبخت. وعن عبد الله ¥ قال: لَمَّا أَرادَ رسول الله ÷ أَنْ يُوَجِّه فاطمة إلى عَلِيٌّ أَخَذَتْهَا رِعْدَةٌ؛ قال: «يَا بُنَيَّةُ لَا تَجْزَعِي؛ إِنِّي لَمْ أُزَوِّجْكِ مِنْ عَلِيٍّ، إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِ أَنْ أُزَوِّجَكِ مِنْهُ»، أخرجه الغساني⁣(⁣١).

  فهذه الأحاديثُ في أَمْرِهِ تعالى له ÷ بِتَزْوِيجِهَا به #، وقد وَرَدَ أَنَّ الله تعالى زوجها منه في الملأ الأعلى؛ كما أخرج الإمام علي بن موسى # في مسنده [٤٦١] عن علي # قال: قال رسول الله ÷: «أَتَانِي مَلَكُ فقال: يا محمد إِنَّ اللهَ يَقْرَأُ عليك السلام، ويَقُولُ لك: إِنِّي قَدْ زَوَّجْتُ ابْنَتَكَ مِنْ علي بن أبي طالب في الملأ الأعلى؛ فَزَوِّجْهَا مِنْهُ في الأرضِ»⁣(⁣٢).

  وأخرج الملا في سيرته عن أنس قال: بينا رسول الله ÷ في المسجد إذ قال لعلي «هَذَا جِبْرِيلُ يُخْبِرُنِي أَنَّ الله زَوَّجَكَ فاطمةَ، وَأَشْهَدَ عَلى تَزْوِيجِهَا أربعين ألف مَلَكِ، وَأَوْحَى إلى شَجَرَةِ طُوبَى أَنْ تَنثر عليهم الدُّرَّ واليَاقُوتَ، فَابْتَدَرَتِ الحُورُ العِيْنُ يَلْتَقِطْنَ في أطباق الدُّرُ واليَاقُوتِ؛ فهم يَتَهَادَوْنَهُ بَيْنَهُمْ إلى يوم القِيَامَةِ».

  وأخرج الغساني عن عبد الله أن رسول الله ÷ قال لفاطمة حين وَجَهَهَا إلى علي: «إِنَّ اللَّهَ لَمَّا أَمَرَنِي أَنْ أُزَوِّجَكِ مِنْ عَلِيٍّ أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يَصْطَفُوا صُفُوفًا فِي الجنَّةِ، ثم أَمَرَ شَجَرَ الجنَانِ أَنْ تَحْمِلَ الْحُليَّ والخَلَلَ ثُمَّ أَمَرَ جِبريل فَنَصَبَ في الجنة مِنْبَرًا، ثُمَّ صَعَدَ جِبريلُ فَاخْتَطَبَ، فَلَمَّا فَرَغَ تُثِرَ عليهم مِنْ ذلك؛ فَمَنْ أَخَذَ أَحْسَنَ، أَوْ أَكْثَرَ من صَاحِبِهِ افتخر به إلى يوم القيامة! يَكْفِيكِ يا بنية هذا!؟»⁣(⁣٣). وأخرج الإمام علي بن موسى الرضا @ [٤٦٢] عن علي # قال: قال رسول


(١) معجم الشيوخ للغساني ١٩٣، وسيأتي تمامه، والذخائر ٢٩ - ٣١، ومسند علي بن موسى ص ٤٦١.

(٢) صحيفة علي بن موسى ص ٤٦١، وذخائر العقبى ص ٣٢، وتاريخ دمشق ٤٢/ ١٢٨.

(٣) معجم الشيوخ للغساني ص ١٩٣، وذخائر العقبي ص ٣٢.