الروضة الندية شرح التحفة العلوية،

محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير (المتوفى: 1182 هـ)

ذكر أولادها عليها وعليهم السلام:

صفحة 266 - الجزء 1

  وأخرج أحمد من حديث علي # قال: طلبني رسول الله ÷ فَوَجَدَنِي في حَائِطِ نَائِمًا، فَضَرَبَنِي بِرِجْلِهِ، فقال: «قُمْ! وَالله لَأَرْضِيَنَّكَ! أَنْتَ أَخِي، وَأَبُو وَلَدِي، تُقَاتِلُ عَلَى سُنَّتِي ...» الحديث⁣(⁣١) وقد تقدم. وقد ذكر المحب الطبري الله ø جَعَلَ ذُرِّيَّةَ رسولِ اللهِ ÷ في صُلْبِ عَليٍّ في ذخائر [٦٦] وذكر الحديثين. فهذه الأحاديث أَفَادَتْ أَنَّ الْحَسَنَيْنِ # ابْنَاهُ، وَأَفَادَ مَا يَأْتِي أَنَّهُمَا أَهْلُ بَيْتِهِ: هُمَا وَأَبُوهُمَا وأُمُّهُمَا فنقول: أخرج أحمد من حديث زيد بن أرقم قال: قال رسول الله ÷: «إِنِّي تَارِكٌ فِيْكُمْ ثَقَلَيْنِ: أَحَدُهُمَا كِتَابُ اللهِ ø وحَبْلُ اللهِ، مَنِ اتَّبَعَهُ كَانَ عَلَى هُدَى، ومَنْ تَرَكَهُ كَانَ عَلَى ضَلَالَةٍ، وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي، فَقُلْنَا: مَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ؟ نِسَاؤُهُ؟ فقال: «لا وَايْمُ اللهِ؛ إِنَّ الْمَرْأَةَ تَكُونُ مَعَ الرَّجُلِ الْعَصْرَ فَيُطَلِّقُهَا فترجع إلى أبيها وقومها، أَهْلُ بَيْتِهِ: أَصْلُهُ وَعَشِيْرَتُهُ وَعَصَبَتْهُ الَّذِينَ حُرِمُوا الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ». وفي رواية لمسلم: فقيل لِزَيْدِ: مَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ؟ أَلَيْسَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ؟ قال: بلى إِنَّ نِسَاءَهُ مِنْ أهل بَيْتِهِ، ولَكِنْ أَهْلَ بَيْتِهِ مَنْ حَرَّمَ عَلَيْهُمُ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ: آلُ عَلِيٌّ، وآل جعفر، وآل عقيل، وآل عباس»⁣(⁣٢).

  وأخرج الترمذي⁣(⁣٣) عن زيد بن أرقم قال رسول الله ÷: «إِنِّي تَارِكٌ فيكم الثَّقَلَيْنِ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي، أَحَدُهُمَا أَعْظَمُ مِنَ الْآخَرِ: كِتابُ الله تعالى حَبْلُ مَمْدُودُ مِنَ السَّمَاءِ إلى الأرضِ، وعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي، وَلَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ؛ فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلْفُونِي فِيهِما»، وأخرج أحمد⁣(⁣٤) عن أبي سعيد عنه ÷ أنه قال: «إِنِّي أُوْشِكُ أَنْ أُدْعَى فَأُجِيْبَ، وَإِنِّي تَارِكٌ فِيْكُمُ الثَّقَلَيْنِ: كِتَابَ اللهِ وعِتْرَتِي: كِتَابُ اللهِ حَبْلٌ مَمْدُودُ مِنَ السَّمَاءِ إِلى الْأَرْضِ، وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي، وإِنَّ اللَّطِيفَ الْخَبِيرَ أَخْبَرَنِي أَنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوضَ؛


(١) فضائل الصحابة ٢/ ٨١٥ رقم ١١١٨، وأبو يعلى ١/ ٤٠٢ رقم ٥٢٨، وتاريخ دمشق ٤٢/ ٥٥.

(٢) مسلم ٤/ ١٨٧٣، ١٨٧٤ رقم ٣٦، ٣٧.

(٣) الترمذي ٥/ ٦٢٢ رقم ٣٧٨٨.

(٤) مسند أحمد ٤/ ٣٦ رقم ١١١٣١.