وإحصاؤها تعجز عنه بطون الأسفار⁣^(⁣١).

  وإنه لما وقف عليها سيدي ووالدي العلامة الرباني، الذي بمحبة الله ورسوله ومحبة مَنْ يُحِبُّ الله ورسوله رباني: ضياء الإسلام والدين إسماعيل بن صلاح الأمير⁣^(⁣٢)، لازال في روضة إحسان الله وإفضاله النضير - اهْتَزَّ لها طَبْعُه، واستحلاها ذوقه الشريف وسمعه، وذيلها بأبيات هي جملة جمالها، وفُص إحسانها⁣^(⁣٣) وإجمالها، وبيت قصيدها، ونور حَدَقَةِ مقصودها، وأخذ عَلَيَّ أن أنشر ما طُوِيَ من الفضائل تحت ذلك اللثام، وأن أكشف ما سُتِرَ منها بأكمام النظام، ولما كان للوالد على ولده من الحقوق، مالا يجهله إلا من غلب على نور بصيرته ظلمة العقوق - وجب الامتثال لأمره، والمسارعة إلى ذلك إذ كان من أنواع بِرِّهِ:

  لَا عَذَّبَ الله أُمِّي أَنَّهَا شَرِبَتْ ... حُبَّ الْوَصِيِّ وَأَسْقَتْنِيهِ فِي اللَّبَنِ

  وَإِنَّ لِي وَالِدًا يَهْوَى أَبَا حَسَنٍ ... وَإِنَّنِي مِثْلُهُ أَهْوَى أَبَا حَسَنِ

  فأجبته إلى ذلك مع البعد عن الكتب التي منها يُسْتَمَدُّ، وعلى النقل منها يُعْتَمَدُ؛ فاعتمدت على النقل من كتب السنة؛ ليعلم الناظر أن أهلها معترفون بأن لهذا الإمام وأهل بيته على الأمة كُلَّ المِنةِ؛ وَلاتَّفَاقِ الفريقين من أهل السنة وغيرهم على صحة⁣^(⁣٤) ما يُنقل من كتبهم من فضائله الممهدة: أما أهل السنة فلأنهم قد أخرجوها في مصنفاتهم المعتمدة، وأما غَيْرُهُمْ فلأنهم يقولون: «والحق ما شهدت به الأعداء»⁣^(⁣٥). وَأَجَلٌ معتمدي ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى لإمام السنة

(١) الأسفار: مفردها السفر: الكتاب الكبير. القاموس ص ٣٨١.

(٢) كان عالما زاهدًا أديبا، لا يأكل إلا من كسب يده، ولا يهتم بقوت يومه ولا غده، حج على قدميه ١٤ مرة، ت: ١١٤٦ هـ. ينظر نشر العرف لنبلاء اليمن بعد الألف ص ٣٦٢، والأعلام للزركلي ١/ ٣١٦.

(٣) لو قيل: وَفَصُّ خاتمها أو حسنها، أو كمالها أو نحو ذلك لكان أوضح والفص بتثليث الفاء.

(٤) كذا في نسخة ملحق فيها لفظ الصحة ولا نظنها من كلام المصنف.

(٥) لعل هذه العبارة كانت تصدر عن بعض الأفراد، وأما أهل العلم فلا يلهجون بمثلها، ولأن المحدثين ليسوا بأعداء لاسيما وقد جمع أئمة الحديث من فضائله # ما لم يجمعه غيرهم كما تقدم عن أحمد، وكما تشهد بذلك عمدة ابن البطريق (طبع)، وتفريج الكروب للعلامة ضياء الدين إسحاق بن يوسف =