ذكر ما ورد فيمن يقتل به:
  الدنيا، عن العباس بن هشام بن محمد الكوفي، عن أبيه، عن جده قال: كان رجل يُقَالُ له: زُرْعَةٌ، شهد قتل الحسين #، فَرَمَى الحسين بسهم فأصاب حَنَكَه، وذلك أن الحسين # دَعَا بِمَاءٍ ليشرب؛ فَرَمَاهُ! فَحَالَ بينه وبين الماء؛ فقال: اللهم أظمه، قال: فَحَدَّثَنِي من شهد موته وهو يصيح مِنَ الحرّ في بطنه، ومن البرد في ظهره، وبين يديه الثلج والمراوح، وخَلْفَهُ الكانون وهو يقول: اسْقُونِي أهلكني العطش! فَيُؤْتَى بالعُس العظيم، فيه السَّوِيقٌ، والماء، واللَّبَنُ، لو شَرِبَهُ خمسةٌ لَكَفَاهُمْ، فَيَشْرَبُهُ، ثم يعود يقول: اسْقُونِي أهلكني العطشُ! قال: فانْقَدَّ بَطْنُهُ كانقدادِ البعير(١).
  (شَرْحُ): العُسُّ القَدَحُ الكبير.
  وأخرج ابن بنت منيع، عن علقمة بن وائل - أو وائل بن علقمة، أنه شهد ما هنالك قال: قام رجل فقال: أَفِيْكُمُ الحسينُ؟ قالوا: نعم، فقال: أَبْشِر بالنار! قال: أَبْشِرُ بِرَبِّ رحيم، وشفيع مُطَاعٍ، مَنْ أَنْتَ؟ قال: أنا حويزة أو خويزة، فقال: اللهم حُزْهُ إلى النار، فَنَفَرَتْ به الدَّابَّةُ فَتَعَلَّقَتْ رِجْلُهُ بالركاب، فوالله ما بقي عليها منه إلا رجله!(٢).
  وأخرج الملاء في سيرته عن سفيان، قال: حدثتني جدتي أنها رَأَتْ رجلين ممن حضر قتل الحسين # فقالت: أما أحدهما فإنه طال ذَكَرُهُ حتى كان يَلْقُهُ! وأَمَّا الآخر فإنه كان يستقبل الرَّاوِيَةَ فيشربها إلى آخرها وما يروى(٣)!
  وأخرج ابن بنت منيع، عن أبي جعفر، عن بعض مشايخه: أَنَّ قَاتِل الحسين # لما جاءَ ابن زياد، وحكى عليه كيفية قَتْلِهِ وما قاله الحسينُ # اسْوَدَّ وَجْهُهُ!(٤).
  وأخرج الملاء في سيرته عن سفيان أَنَّ رَجُلًا ممن شَهِدَ قَتْل الحسين كان يحمل وَرْسًا، فصار وَرْسُهُ رَمَادًا!(٥).
(١) مجابو الدعوة لابن الدنيا رقم ٥٨، وتاريخ دمشق ٧/ ١٤٨، وتاريخ الطبري ٥/ ٤٥٠.
(٢) الطبراني في الكبير ٣/ ١١٦ رقم ٢٨٤٩، وتاريخ دمشق ١٣/ ٢٣٥.
(٣) الطبراني في الكبير ٣/ ١١٩ رقم ٢٨٥٧، ومجمع الزوائد ٩/ ١٩٧، وقال الهيثمي: رواته ثقات.
(٤) الطبراني في الكبير ١٣/ ١١٢ رقم ٢٨٣١.
(٥) الطبراني في الكبير ٣/ ١١٩ رقم ٢٨٥٨.