[ذكر ورعه #]
  أُدْخِلَ بَطْنِى إلا طَيِّبًا! أخرجه في [صفوة] الصفوة [١/ ١٣٥].
  وعن أبي حيان التيمي(١) عن أبيه قال: رأيتُ علي بن أبي طالب على المنبر يقول: مَنْ يشتري مني سيفي هذا؟ ولو كان عندي ثَمَنُ إِزَارٍ مَا بِعْتُهُ، فقام رجل فقال: أُسْلِفُكَ ثَمَنَ إِزَارٍ، قال عبدالرزاق: وكانت الدنيا جَمِيعًا بيده إلا ما كان من الشام! أخرجه أبو عمر(٢).
  وأخرج معناه صاحب الصفوة [١/ ١٣٤] عن علي بن الأرقم عن أبيه، ولفظه قال: رَأَيْتُ عَلِيًّا وهو يبيع سَيْفًا له في السوق، ويقول: مَنْ يَشْتَرِي مني هذا السَّيف؟ فو الذي فَلَقَ الحَبَّةَ لطالما كَشَفْتُ به الكُرَبَ عن رسول الله، ولو كان عندي ثَمَنُ إزارِ ما بعتُه! وعن هارون بن عنترة(٣) عن أبيه، قال: دخلت على علي بن أبي طالب بالجَوْذَقِ(٤) وهو يَرْعُدُ تَحْتَ شَمْلِ قَطِيفَة(٥)، فقلتُ: يا أمير المؤمنين إن الله قد جعل لك ولأهل بيتك في هذا المال، وأنت تصنع بنفسك ما تصنع؟ فقال: ما أَرْزَاكُمْ من مالكم؛ فَإِنَّهَا لَقَطِيفَتِي التي خرجتُ بها من منزلي، أو قال من المدينة(٦)! والشَّمْلُ: الخَلَقُ والقَطِيفَةُ: دِثَارٌ مُخْمَل(٧)، وأَرْزَاكُمْ: أُصِيْبُ منكم.
  وعن عمر بن يحيى عن أبيه، قال: أَهْدَى أخي إلى علي بن أبي طالب أَزْقاقا سَمْنًا وعَسَلًا، فَرَأَىهَا قد نَقَصَتْ؛ فسأل؟ فقيل: بَعَثَتْ أُمُّ كلثوم وأَخَذَتْ منه، فَبَعَثَ إلى الْمُقَومِينَ فَقَوَّمُوهُ خَمْسَةَ دراهم؛ فَبَعَثَ إِلى أُمِّ كلثوم: ابْعَثِي لِي بِخَمْسَةِ
(١) يحيى بن سعيد بن حيان، وثقه ابن معين، ت: ١٤٥ هـ، روى له الجماعة. تهذيب الكمال ٣١/ ٣٢٣.
(٢) فضائل الصحابة ١/ ٦٦١ رقم ٨٩٧، والمناقب للمازندراني ٢/ ١١٢، وحلية الأولياء ١/ ١٢٥ رقم ٢٥٦، ومجمع الزوائد ٤/ ٩٧، والبداية والنهاية ٨/ ٤، والذخائر ١٠٧، وصفوة الصفوة ١٣٢، والاستيعاب ٣/ ٢١٢، ومختصر تاريخ دمشق ١٨/ ٦٠.
(٣) ابن عبد الرحمن الشيباني، وثقه ابن معين وابن سعد، وغيرهما، توفي سنة ١٤٢ هـ، روى له أبو داود، والنسائي، وابن ماجة في التفسير طبقات ابن سعد ٦/ ٣٤٨، وتهذيب الكمال ٣/ ١٠٠.
(٤) اسم ناحية وبلدة في العراق كما في معجم ياقوت ٢/ ١٨٤، والقاموس ١١٢٥.
(٥) هذا مناقض لدعوة النبي ÷ له برفع برد الشتاء وحر الصيف، وهي رواية أشهر من هذه؟!
(٦) صفوة الصفوة ١/ ١٣٤ متناقض مع حديث خيبر أن الله وقاه الحر والبرد فكيف يَرْعُدُ؟
(٧) وهي كساء له حمل. لسان العرب ٩/ ٢٨٦.