ذكر أنه يقاتل على تأويل القرآن كما قاتل رسول الله ÷ على تنزيله
  الحسنُ والحسين، وعبد الله بن جعفر؛ حكاه الخجندي، وصلى عليه الحسن بن علي، وكبر عليه أربع تكبيرات، قال الخجندي: وقيل: تِسْعًا. وروى هارون بن سعيد أنه كان عنده مِسْكُ أوصى أن يُحَنَّط به، وقال: فَضُلَ عن حنوط رسول الله ÷، أخرجه البغوي، وعن عائشة لما بَلَغَهَا مَوْتُ عَلَي # قالت: لِتَصْنَعِ الْعَرَبُ ما شاءت؛ ليس لها أحد ينهاها!(١). ورثاه عبدالله بن عباس بحر الأمة بقوله:
  وهَزَّ عَليَّ بِالْعِرَاقَيْنِ لِحْيَةٌ ... مُصِيْبتُهَا جَلَّتْ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ
  وقَالَ سَيَأْتِيهَا مِنَ اللهِ نَازِلُ(٢) ... ويَخْضِبُهَا أَشْقَى الْبَرِيَّةِ بِالدَّمِ
  فَعَاجَلَهُ(٣) بِالسَّيْفِ - شُلَّتْ يَمِينُهُ ... لِشُؤْمِ قَطَامٍ عِنْدَ ذَاكَ - ابْنُ مُلْجَمِ
  فَيَا ضَرْبَةٌ مِنْ خَاسِرِ ضَلَّ سَعْيُهُ ... تَبَوَّاً مِنْهَا مَقْعَدًا فِي جَهَنَّمِ
  فَقَازَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِحَظّهِ ... وَإِنْ طَرَقَتْ إِحْدَى اللَّيَالِي(٤) بِمُعْظِم
  أَلَا إِنَّمَا الدُّنْيَا بَلاءُ ومِحْنَةٌ ... حَلَاوَتُهَا شِيْبَتْ بِصَابٍ وعَلْقَمِ(٥)
  وقال بعض بني عبد المطلب يرثي عَليًّا #:
  يا قَبْرَ سَيِّدِنَا المُجِنَّ(٦) سَمَاحَةً ... صَلَّى عليك الله يا قَبْرُ
  مَا ضَرَّ قَبْرًا أَنْتَ سَاكِنُهُ ... أَنْ لَا يَحُلَّ بِأَرْضِهِ قَطْرُ(٧)
  فَلْيُعْدِيَنَّ سَمَاحُ كَفَّيْكَ الثَّرَى ... وَلْيُورِقَنَّ بِجَنْبِكَ الصَّخْرُ
  وَاللهِ لَوْ بِكَ لَمْ أَدَعْ أَحَدًا ... إِلَّا قَتَلْتُ لَفَاتَنِي الْوَتْرُ
(١) ذخائر العقبى ١١٥، والاستيعاب ٣/ ٢١٧ - ٢١٨.
(٢) في الحدائق والاستيعاب من الله حادث.
(٣) في الاستيعاب: فباكره بالسيف.
(٤) في الاستيعاب: وإن طرقت فيها الخطوب.
(٥) الحدائق الوردية ١/ ١٠٢، والاستيعاب ٣/ ٢٢٣.
(٦) المجن: من جنه وأجنَّه إذا ستره.
(٧) في المقاتل: بأرضه القطر.