الروضة الندية شرح التحفة العلوية،

محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير (المتوفى: 1182 هـ)

ذكر أنه يقاتل على تأويل القرآن كما قاتل رسول الله ÷ على تنزيله

صفحة 357 - الجزء 1

  الحسنُ والحسين، وعبد الله بن جعفر؛ حكاه الخجندي، وصلى عليه الحسن بن علي، وكبر عليه أربع تكبيرات، قال الخجندي: وقيل: تِسْعًا. وروى هارون بن سعيد أنه كان عنده مِسْكُ أوصى أن يُحَنَّط به، وقال: فَضُلَ عن حنوط رسول الله ÷، أخرجه البغوي، وعن عائشة لما بَلَغَهَا مَوْتُ عَلَي # قالت: لِتَصْنَعِ الْعَرَبُ ما شاءت؛ ليس لها أحد ينهاها!⁣(⁣١). ورثاه عبدالله بن عباس بحر الأمة بقوله:

  وهَزَّ عَليَّ بِالْعِرَاقَيْنِ لِحْيَةٌ ... مُصِيْبتُهَا جَلَّتْ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ

  وقَالَ سَيَأْتِيهَا مِنَ اللهِ نَازِلُ⁣(⁣٢) ... ويَخْضِبُهَا أَشْقَى الْبَرِيَّةِ بِالدَّمِ

  فَعَاجَلَهُ⁣(⁣٣) بِالسَّيْفِ - شُلَّتْ يَمِينُهُ ... لِشُؤْمِ قَطَامٍ عِنْدَ ذَاكَ - ابْنُ مُلْجَمِ

  فَيَا ضَرْبَةٌ مِنْ خَاسِرِ ضَلَّ سَعْيُهُ ... تَبَوَّاً مِنْهَا مَقْعَدًا فِي جَهَنَّمِ

  فَقَازَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِحَظّهِ ... وَإِنْ طَرَقَتْ إِحْدَى اللَّيَالِي⁣(⁣٤) بِمُعْظِم

  أَلَا إِنَّمَا الدُّنْيَا بَلاءُ ومِحْنَةٌ ... حَلَاوَتُهَا شِيْبَتْ بِصَابٍ وعَلْقَمِ⁣(⁣٥)

  وقال بعض بني عبد المطلب يرثي عَليًّا #:

  يا قَبْرَ سَيِّدِنَا المُجِنَّ⁣(⁣٦) سَمَاحَةً ... صَلَّى عليك الله يا قَبْرُ

  مَا ضَرَّ قَبْرًا أَنْتَ سَاكِنُهُ ... أَنْ لَا يَحُلَّ بِأَرْضِهِ قَطْرُ⁣(⁣٧)

  فَلْيُعْدِيَنَّ سَمَاحُ كَفَّيْكَ الثَّرَى ... وَلْيُورِقَنَّ بِجَنْبِكَ الصَّخْرُ

  وَاللهِ لَوْ بِكَ لَمْ أَدَعْ أَحَدًا ... إِلَّا قَتَلْتُ لَفَاتَنِي الْوَتْرُ


(١) ذخائر العقبى ١١٥، والاستيعاب ٣/ ٢١٧ - ٢١٨.

(٢) في الحدائق والاستيعاب من الله حادث.

(٣) في الاستيعاب: فباكره بالسيف.

(٤) في الاستيعاب: وإن طرقت فيها الخطوب.

(٥) الحدائق الوردية ١/ ١٠٢، والاستيعاب ٣/ ٢٢٣.

(٦) المجن: من جنه وأجنَّه إذا ستره.

(٧) في المقاتل: بأرضه القطر.