الروضة الندية شرح التحفة العلوية،

محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير (المتوفى: 1182 هـ)

[ذكر اختصاصه # بحمل لواء الحمد، والوقوف تحت العرش بين إبراهيم والنبي ÷، وأنه يكسى إذا كسي النبي ÷]:

صفحة 368 - الجزء 1

  يمين العرش، ويُكْسَونَ حُلَلًا خُضْرًا مِنْ حُلَل الجنة، أَلَا وَإِنِّي أُخْبِرُكَ يا عَلى أَنَّ أُمَّتِي أَوَّلُ الأممِ يُحْشَرُوْنَ يومَ القيامة، ثُمَّ أَبْشِرْ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ يُدْعَى بِكَ لِقَرَابَتِكَ مِنِّي، ومِيزَتُكَ عندي، فَيُدْفَعُ إِليك لِوَاءُ الْحَمْدِ تَسِيرُ به بِينَ السَّمَاطَين: آدَمُ وجَمِيعُ خَلْقِ الله تعالى، يستظلون بظل لوائي يوم القيامة، فتسير باللواء: الحَسَنُ عن يَمِينِكَ، والحُسَينُ عن يَسَارِكَ، حتى تَقِفَ بيني وبين إبراهيم في ظل العرش، ثم تُكْسَى حُلَّةٌ من حُلَلِ الجنة، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ من تحت العرش: نِعْمَ الأب أبوك إبراهيم، ونِعْمَ الأخ أخوكَ عَلي! أَبْشِرْ يَا عَلِيُّ، إِنَّكَ تُكْسَى إِذا كُسِيْتُ، وتُدْعَى إذا دُعِيْتُ، وتُحَيَّا إذا حُيِّيْتُ أخرجه أحمد في المناقب⁣(⁣١).

  (السِّمَاطَانِ): من الناس والنخل الجانبان، يقال: مشى بين السماطين، وقوله: (وميزتك): لعله ومنزلتك⁣(⁣٢) فغلط الناسخ، وإن صح فالمعنى: ويتميزك عندي عن الناسِ مِنْ مَيَّزْتُ الشَّيْءَ أُمَيَّزُهُ إِذا عَزَلْتَهُ وأَفْرَدْتَهُ، وكذلك مَيَّزَتَهُ فانهاز [الذخائر ٧٥].

  وأخرج ابن المغازلي في كتاب المناقب، من حديث أبي زيد الباهلي: أَنَّ رسولَ الله ÷ آخى بين المسلمين، وقال: يا عَلِيُّ أَنْتَ أَخِي، أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى غَيْرَ أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي، أَمَا عَلِمْتَ يا على أنَّهُ أَوَّلُ من يُدعى به يوم القيامةِ يُدْعَى بِي فَأَقُومُ عَنْ يمين العرش في ظله، فَأَكْسَى حُلَّةٌ خضراءَ مِنْ حُلَل الجنةِ، ثُمَّ يُدْعَى بالنبيين بعضهم على أَثَرِ بعض، فيكونون سماطين عن يمين العرش، ثم يُكْسَونَ حُلَلًا خُضْرًا من حُلَلِ الجنة، وإني أُخْبِرُكَ يا عَلِيُّ أَنَّ أَمَتِي أَوَّلُ الأمم يحاسبون، ثُمَّ إنه أول من يُدْعَى بك؛ لِقَرَابَتِكَ مِنّي وَمَنْزِلَتِكَ عِنْدِي، ويُدْفَعُ إليك لِوَائِي وهو لواء الحمد، وتسير به بين السماطين: آدم الله # وجميع خلق الله يستظلون بظل لوائي يوم القيامة، طُولُهُ مَسِيرَةُ ألفِ سَنَةٍ، سِنَانُهُ ياقوتة حمراء،


(١) فضائل الصحابة ٢/ ٨٢٤ رقم ١١٣١، وأسد الغابة ٥/ ٦٥ وقال: أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى، والإصابة ٣/ ٣٤٧، وشرح نهج البلاغة ٣/ ٢٥١، وتاريخ دمشق ٤٢/ ٥٣.

(٢) وهو الذي في فضائل الصحابة.