[ذكر اختصاصه # بحمل لواء الحمد، والوقوف تحت العرش بين إبراهيم والنبي ÷، وأنه يكسى إذا كسي النبي ÷]:
  قَضِيَّبُهُ مِن فِضَّةٍ بيضاءَ، زُجُهُ(١) دُرَّةٌ خَضْرَاءُ، لَهُ ثَلَاثُ ذَوَائِبَ مِن نُورٍ: ذُؤَابَةٌ فِي الْمَشْرِقِ، وذُؤَابَةٌ في الْمَغْرِبِ، والثالثة في وسط الدنيا، مكتوب عليه ثلاثة أسطر، الأول: (﷽)، والثاني: (الحمد لله رب العالمين)، والثالث: (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، طُولُ كُلَّ سَطْرٍ مَسِيرَةُ أَلفِ سنةٍ، وعرضه مسيرة ألف سنة، فَتَسِيرُ باللواء والحسن عن يمينك، والحسين عن يسارك حتى تقف بين يدي إبراهيم في ظل العرش، ثُم تُكْسَى حُلَّةً خضراءَ مِنَ الجنةِ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ من تحت العرش: نِعْمَ الأب أبوك إبراهيم، ونعم الأخ أخوك علي! أَبْشِر يا عَلى، إِنَّكَ تُكْسَى إذا كُسِيتُ، وتُدْعَى إِذا دُعِيتُ(٢).
  وإلى هذه الدرجة العليَّة يشير الإمام المنصور بالله # في قصيدته المشهورة بقوله:
  وَمَن لِوَاءُ الحَمْدِ فِي كَفْهِ ... أَخَفْ مِنْ مِعْضَدَةِ المُخْتَلِي
  (الْمُختلي): بالخاء المعجمة مِن اخْتَلَى الشَّجَرَةَ: قَطَعَهَا، و (المعضدة): الآلة التي يُعْضَدُ بها الشَّجَرُ: أَي يُقْطَعُ، وذكر الفقيه العلامة حميد بن أحمد | في شرح البيت بإسناده إلى الإمام علي بن موسى الرضا @ بإسناده إلى علي # قال: قال رسول الله ÷: «لَيْسَ في القيامةِ رَاكِبٌ غَيْرَنَا، ونحن أربعة! فَقَامَ إليه رَجُلٌ من الأنصار فقال: فداك أبي وأمي، أَنْتَ ومَنْ يا رسول الله؟ قال: أَنَا عَلَى دَابَّةِ اللَّهِ البَرَاقِ، وأخي صالح على ناقة الله التي عُقِرَتْ، وعَمِّي حمزة على ناقتي العضباء، وأخي علي بن أبي طالب على ناقة من نُوقِ الجنةِ، بِيَدِهِ لِوَاء الحمدِ، واقف بين يدي العرش يُنَادِي: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فيقول الآدميون: ما هذا إلا مَلَكٌ مُقَرَّبُ، أَو نَبِيُّ مُرْسَلٌ، أَو حَامِلٌ عَرْشِ ربِّ العالمين، قال: فَيُجِيبُهُمْ مَلَكُ من تحتِ يُطْنَانِ العَرشِ: مَعَاشِرَ الآدميين، ما هذا مَلَكًا مُقَرَّبًا، ولا نَبِيَّا مُرْسَلًا، ولا حَامِلَ العَرْشِ، هذا الصِّدِّيقُ الأَكْبَرُ، هذا على بن أبي طالب(٣)، قوله حماه الله تعالى:
(١) الزُّجُ: الحديدة في أسفل الرمح.
(٢) مناقب ابن المغازلي ص ٩١ رقم ٦٥، وذخائر العقبي ص ٧٥.
(٣) صحيفة الرضا ٤٥٨ وتاريخ بغداد ١١/ ١١٢ بإسناد آخر إلى ابن عباس، والمحاسن ٢٠٧ - ٢١٥.