ذكر بني أمية وقصدهم هدم مناقب أمير المؤمنين #
= أبا التراب؟ ... ، وأخرجه الطبراني في الكبير ٦/ ١٦٧ رقم ٥٨٧٩، وابن حبان في صحيحه ١٥/ ٣٦٨ رقم ٦٩٢٥، والبيهقي في السنن ٣/ ٤٤٦ رقم ٤١٣٧. وذكر ابن عساكر في تاريخه ٢/ ٤٧: كان أول عمل عمله معاوية بعد أن استولى على الحكم أن كتب لعماله في جميع الأماكن بأن يلعنوا عَليًّا في المنابر، وذكر ما يقارب هذا صاحب المستدرك ١/ ٣٥٨، وشارح النهج ١/ ٣٥٦، ٣٦١، والأميني في الغدير ١٠/ ٢٦٤، وكان معاوية يحث ولاته على سب الإمام علي، ومن ذلك وصيته للمغيرة بن شعبة لما ولاه الكوفة بسب الإمام علي وشتمه؛ فقد روى الطبري في تاريخه ٥/ ٢٥٣ في حوادث سنة ٥١ هـ، وابن الأثير في الكامل ٣/ ٤٧٢: أَنَّ معاويةَ لَمَّا وَلَّى المغيرة الكوفة في جمادى - بعد صلح الحسن الواقع في ٤١ هـ غرة شهر ربيع الأول - سنة ٤١ هـ دعاه وقال له: أما بعد فإنَّ:
لذي الْحِلْمِ قَبْلَ الْيَوْمِ مَا تُقْرَعُ العَصَا ... وَمَا عُلَّمَ الإِنْسَانُ إِلَّا لِيَعْلَمَا
وقد يُجْزِي عنك الحكيم بغير التعليم، وقد أردتُ إيصاءك بأشياء كثيرة، فأنا تاركها اعتمادًا على بَصَرِكَ بما يُرْضِيني، ويُسْعِدُ سلطاني، وتَصْلُحُ به رعيتي، ولستُ تاركًا إيصاءَك بخصلة: لا تَتَحَام عن شم علي وَذَمِّهِ، والترحم على عثمان، والاستغفار له، والعيب على أصحاب عليّ، والإقصاء لهم، وترك الاستماع منهم، وَالْإِطْرَاءِ بِشِيعَةِ عُثمانَ، والإدناء لهم، والاستماع منهم، فقال المغيرة: قد جَرَّبْتُ وَجُرِّبْتُ وَعَمِلْتُ قبلك لغيرك فلم يُذْممْ بِي دَفْعٌ وَلَا رَفْعٌ وَلَا وَضْعُ؛ فَسَتَبْلُو فَتَحْمَدُ أَوْ تَذْمُّ، قال: بل نَحْمَدُ إِن شاء الله، وأقام المغيرة على الكوفة عاملًا لمعاوية سبع سنين وأشهرًا، وهـ، وهو من أحْسَنِ شَيْءٍ سِيرَةً، وَأَشَدِّهِ حُبًّا للعافية غَيْرَ أنه لا يدع ذَمَّ عليّ والوقوع فيه، والْعَيْبَ لقتلة عثمان، واللَّعْنَ لهم، والدعاء لعثمان بالرحمة، والاستغفار له، والتزكية لأصحابه؛ فكان حجر بن عدي إذا سمع ذلك قال: بل إياكم فَذَمَّمَ اللَّهُ وَلَعَنَ! ثم قام فقال: إن الله ø يقول: {كُونُواْ قَوَّٰمِينَ بِٱلۡقِسۡطِ شُهَدَآءَ لِلَّهِ}، وَأَنَا أَشْهَدُ أَنَّ مَنْ تَذْمُونَ وَتُعَيِّرُونَ لَأَحَقُّ بِالْفَضْلِ، وَأَنَّ مَنْ تُزَكُونَ وَتُطْرُونَ أولى بالذم، فيقول المغيرة: يا حُجْرُ، لقد رُمِي بسهمك إِذْ كنتُ أنا الوالي عليك، يا حجر ويحك! اتق السلطان، اتق غضبه وسطوته؛ فإن غَضْبَةً السلطانِ أَحْيَانًا مما يُهلك أمثالك كثيرًا. اهـ. وفي سير أعلام النبلاء ٣/ ٣١ عن هلال بن يساف، عن عبد الله بن ظالم، قال: كان المغيرة ينال في خطبته من عَليَّ، وأقام خطباء ينالون منه. وروى أحمد بن حنبل ٧/ ٧٨ رقم ١٩٣٠٨، و ٧/ ٨٥ رقم ١٩٣٤٣ واللفظ له، والطبراني في الكبير ٥/ ١٦٨ رقم ٤٩٧٣: أن المغيرة بن شعبة نال من علي؛ فقال زيد بن أرقم: قد عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ÷ كَانَ يَنْهَى عَنْ سَبِّ الْمَوْقَ؛ فَلِمَ تَسُبُّ عَلِيًّا؟!. ووصل الحد إلى انتشار سب الإمام علي # في الطرقات، فقد روي أن ابن عباس مَرَّ بقوم يسبون عَليًّا #، فقال لقائده: أما سمعت هؤلاء ما يقولون؟ قال: سبوا عَليًّا، فقال: ردني إليهم، فرده، فقال: أيكم الساب الله سبحانه وتعالى؟ قالوا: سبحان الله وَمَنْ يَسُبُّ الله؟! فقال: فأيكم السَّاب لرسول الله ÷؟! قالوا: سبحان الله! ومَنْ يسبُّ رسول الله فقد كفر! فقال: أيكم الساب لعلي؟ قالوا: أما هذا فقد كان! قال: ابن عباس: فأنا أشهد بالله لسمعت رسول الله ÷ يقول: «من سب عليًّا فقد سَبَّنِي، ومن سَبَني فقد سب الله، ومَنْ سب الله ø أكبه الله على منخريه في النار» المستدرك ٣/ ١٢١، وصححه الذهبي في التلخيص، والذخائر ٦٦، ومجمع الزوائد ٩/ ١٣٠. إن معاوية في طغيانه كان يجبر الناس على سب علي # بالقوة البطش، واستعمل الذهب والسيف، ومن موبقاته: =