(ذكر شفقة النبي ÷ على علي #، ورعايته له، ودعائه له)
  حتى جَاءَ رَسُولُ اللهِ ÷ ومَعَهُ عَلِيُّ بن أبي طالب فقالوا: يا رسول الله فَقَدْنَاك! فقال: إِنَّ أبا حسن وجد مغصًا في بطنه فتخلفت عليه(١)، أخرجه أبو عمر.
  وعن أم عطية قالت: بعث النبي ÷ جَيْشًا فيهم على، فسمعت رسول الله ÷ وهو يقول: «اللَّهُمَّ لا تُمِتْنِي حَتَّى تُرِيَنِيْ عَلِيًّا»! أخرجه الترمذي(٢). وقال: حسن غريب. وعن علي # قال: كُنْتُ شَاكِيًا فَمَرَّ بِي النَّبِيُّ ÷ وأَنا أَقولُ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَجَلِي قَدْ حَضَرَ فَأَرِحْنِي، وإِنْ كَانَ مُتَأَخْرًا فَارْفَعْ عَنِّي، وَإِنْ كَانَ بَلاءَ فَصَبَرْنِي؛ فقال رسول الله ÷: «كَيْفَ قُلْتَ»؟ فَأَعَدْتُ عليه؛ فَضَرَبَنِي بِرِجْلِهِ، وقال: اللَّهُمَّ عَافِهِ، أو اشْفِهِ - بالشك من شعبة، قال: فَمَا اشْتَكَيْتُ وَجَعِي بَعْدُ! أخرجه أبو حاتم. وعن أنس أن النبي ÷ بَعَثَ عَلِيًّا ثُمَّ بَعَثَ رَجُلًا خَلْفَهُ وقال: ادْعُهُ وَلَا تَرُعْهُ مِنْ وَرَاءِهِ(٣)!
  ومن خصائصه # أحقيته بالنبي ÷: كما أخرج الحافظ أبو نعيم، عن حذيفة قال: كان عَلى أَسْنَدَ رسول الله ÷ إلى صَدْرِهِ فَقُلْتُ لِعَلِيُّ: هَلُمَّ أُرَوِّحْكَ، فقال رسول الله ÷: «هُوَ أَحَقُّ بِي»(٤). قوله حماه الله تعالى:
  ٧٢ - وَكَفَاهُ كَوْنُهُ لِلْمُصْطَفَى ... ثَانِيَا فِي كُلِّ ذِكْرِ وَصَفِيَّا
  قوله (وكَفَاهُ): أي كفاه شَرَفًا وفَخْرًا أنه يُذْكَرُ ثَانِيَا وتَالِيَا لِذِكْرِهِ ÷، وأنه صَفِيٌّ ومُخْتَارُ لله تعالى ولرسوله ÷ لما تقدم من إكرامه.
  والبيتُ يُشير إلى ما خَصَّ الله الوصي # من إِبْقَاءِ ذِكْرِهِ الشَّرِيفِ على أَلْسِنَةِ العَالَمِ: من صَبِي، ومُكَلَّف، وحُرِّ، وعَبْدِ ذَكَرٍ وَأُنثَى؛ فَإِنَّهُمْ إذا ذكروا رسول
(١) الاستيعاب ٣/ ٢٠٥، والذخائر ٩٤، والمستدرك ٣/ ٢٣٢، والطبراني في الكبير ٥/ ٤٦ رقم ٤٥٤٨.
(٢) الترمذي ٥/ ٦٠١ رقم ٣٧٣٧، وأسد الغابة ٤/ ١٠٠، والبخاري في التاريخ الكبير ٩/ ٢٠، والطبراني في الكبير ٢٥/ ٦٨ رقم ١٦٨، والأوسط ٣/ ٤٨ رقم ٢٤٢٣.
(٣) الذخائر ٩٤ - ٩٥ عن أبي حاتم وغيره، وسنن الترمذي ٥/ ٥٢٣ رقم ٣٥٦٤، وابن حبان ١٥/ ٣٨٨ رقم ٦٩٤٠، وأبو يعلى ١/ ٣٢٨ رقم ٤٠٩، والبزار ٢/ ٢٨٧ رقم ٧٠٩.
(٤) الذخائر ٩٥، ومثله قول الإمام علي #: والله إني لأخوه، ووَليُّه، وابن عمه، ووارثه، ومن أحق به مني؟. فرائد السمطين ١/ ٢٢٤ رقم ١٧٥، والطبراني في الكبير ١/ ١٠٧ رقم ١٧٦، والمستدرك ٣/ ١٢٦.