الروضة الندية شرح التحفة العلوية،

محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير (المتوفى: 1182 هـ)

(ذكر شفقة النبي ÷ على علي #، ورعايته له، ودعائه له)

صفحة 394 - الجزء 1

  الله ÷ ذكروه بذكره؛ وهذا من إكرام الله تعالى له؛ فإنه يَنْشَأُ الصَّبِيُّ فَيَهْتِفُ: يا محمد، يا علي، والعَالِمُ والعَامِّيُّ وغَيْرُهُمَا، وهذا مِنْ رَفْعِ الذِّكْرِ الذِي طَلَبَهُ خَلِيْلُ الله، في قوله: {وَٱجۡعَل لِّي لِسَانَ صِدۡقٖ فِي ٱلۡأٓخِرِينَ ٨٤}⁣[الشعراء: ٨٤]، وهو الذي امْتَنَّ الله به على رسوله ÷ في قوله: {وَرَفَعۡنَا لَكَ ذِكۡرَكَ ٤}⁣[الشرح: ٤]، وَكَفَاهُ شَرَفًا أَنه أَوَّلُ السابقين إلى الإسلام، وكَفَاهُ شَرَفًا أنه أول مَنْ صَلَّى، وَأَنَّهُ الذي رَقَى جنب أبي القاسم لكسر الأصنام، وكَفَاهُ شَرَفًا أنه الذي فداه بنفسه ليلة مكر الذين مَكَرُوا به، وكَفَاهُ شَرَفًا أنه الذي أَدَّى عنه الأمانات إلى أهلها، وكَفَاهُ شَرَفًا أنه من رسول الله ÷ بمنزلة الرأس من البدن، وَكَفَاهُ شرفًا أنه من رسول الله ÷ ورسول الله منه وَكَفَاهُ شرفًا أنه سَلَّمَتْ عليه الأملاك يوم بدر، وَكَفَاهُ شرفًا أنه الذي قَطَّرَ أبطال المشركين في كل معركة، وَكَفَاهُ شرفًا أنه قاتل عمرو بن ود، وَكَفَاهُ شرفًا أنه فاتح خيبر، وَكَفَاهُ شرفًا أنه مُبَلِّغُ بَرَاءَةَ إِلى المشركين، وَكَفَاهُ شرفًا أن الله تعالى زَوَّجَهُ البتول &، وَكَفَاهُ شرفًا أَنَّ أَوْلَادَهُ لرسول الله ÷ أَوْلَادُ، وَكَفَاهُ شرفًا أنه خَلِيفَتُهُ يوم غزوة تبوك، وأنَّهُ منه بمنزلة هارون من موسى إلا في النُّبُوَّةِ، وَكَفَاهُ شرفًا أنه أَحَبُّ الخَلْقِ إلى الله بعد رسول الله ÷، وَكَفَاهُ شرفًا أنه أَحَبُّ الخلق إلى رسول الله ÷، وَكَفَاهُ شَرفًا أَنَّ اللَّهَ بَاهَى بِهِ ملائكته، وَكَفَاهُ شرفًا أنه نُودِيَ مِنَ السماء: «لا سَيْفَ إِلَّا ذُو الفَقَارِ، وَلَا فَتَى إِلَّا عَلَى»، وَكَفَاهُ شرفًا أنه قَسِيمُ النَّارِ والجنَّةِ، وَكَفَاهُ شرفًا أنه أخو رسول الله ÷، وَكَفَاهُ شرفًا أَنَّ مَنْ آذَاهُ فقد آذى رسولَ اللهِ، وَكَفَاهُ شَرِفًا أَنَّ النَّظَرَ إلى وجهه عبادة، وَكَفَاهُ شرفًا أنه لا يُبْغِضُهُ إلا مُنَافِقٌ، وأنه لا يُحِبُّهُ إِلا مُؤْمِنٌ، وَكَفَاهُ شَرِفًا أَنَّ فيه مَثَلًا من عيسى بْنِ مَرْيَمَ @، وَكَفَاهُ شرفًا أَنه وَلِيُّ كُلَّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ، وَكَفَاهُ شرفًا أنه سَيِّدُ العَرَب، وَكَفَاهُ شرفًا أنه سيّد المسلمين، وَكَفَاهُ شرفًا أنه يُحْشَرُ رَاكِبًا، وَكَفَاهُ شرفًا أنه يَسْقِي مِنْ حَوْضِ رَسُولِ الله ÷ المؤمنينَ، وَيَذُودُ المنافقين [تاريخ دمشق ٥٩/ ٢٨]، وَكَفَاهُ شرفًا أنه لا يَجُوزُ أَحَدُ الصِّرَاطَ إِلا بِجَوَاز