وأبو المفضل⁣^(⁣١)، وابن مُسَدِّي⁣^(⁣٢) جميعًا في مسلسلاتهم، والقاضي عياض في الشفا، والديلمي، وقد تكلم في إسناده الحفاظ من أجل عمرو بن خالد، ويحيى بن المساور، وحرب بن الحسن الطحان، إِلَّا أَنَّه قد أُجِيبَ بأنه تُوبعَ عليه يحيى بن المساور، وحرب بن الحسن، وأما عمرو بن خالد فالناس فيه فريقان: أهل السنة قائلون بضعفه ورَدُّهِ، وقال الأئمة وفقهاء الآلِ بقبوله وأنه لا بأس به، وهو أبو خالد الواسطي راوي مجموع الإمام زيد بن علي #، وهذا الحديث من أحاديث المجموع الشريف⁣^(⁣٣)؛ على أن الحديث قد ثبت له طريق أخرى ساقها الحافظ السيوطي في مسند أنس من الجامع ولم يتكلم عليها، وقد قال: إنه ما سَكَتَ عنه فَلَيْسَ بِمَقْدُوحٍ، ولفظها:

  اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم ارْحَمْ مُحَمَّدًا وآل محمد كما رَحِمْتَ إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم تحنن على محمد وعلى آل محمد كما تحننت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد⁣^(⁣٤).

  وقد ثَبَتَ ثُبُوتًا لا مِرْيَةَ فيه حديثُ أَنَّ الصَّحَابَةَ قالوا: يا رسول الله: كيف نُصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبَارِكْ على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما

(١) هي المسلسلات الأربعينية، للحافظ أبي الحسن بن علي بن المفضل المقدسي، ولد سنة ٥٤٤ هـ، محدث، فقيه مالكي، توفي ٦١١ هـ. تذكرة الحفاظ ٤/ ١٣٩٠.

(٢) الحافظ الرَّحَّالُ أبو بكر محمد بن يوسف بن موسى بن يوسف بن مسدي الأزدي الأندلسي الغرناطي، وهو من حفاظ الحديث المصنفين فيه، والمؤرخين لرجاله، أصله من غرناطة قال الذهبي في تذكرة الحفاظ ٤/ ١٤٤٨: كان يدخل إلى الزيدية بمكة، فَوَلَّوْهُ خِطَابَةَ الحَرَم، وأكثر كتبه عندهم. وقال ابن حجر: كان من بحور العلم، وكبار الحفاظ، له أوهام، وفيه تشيع، اغتيل عام ٦٦٣ هـ. الأعلام ٧/ ١٥٠.

(٣) مجموع الإمام زيد ص ٤٢٩.

(٤) جامع الأحاديث ١٨/ ٤٨٠ رقم ١٣٠٣٣.