(ذكر شفقة النبي ÷ على علي #، ورعايته له، ودعائه له)
  الأخضر واليابس، وقَبْلَ الحروب ومعها حُرُوبُ فِكْرِ أَشَدُّ ضراوةً ضد المذهب الزيدي وأهله، يشنها جحفل جرار من المرتزقة وأدعياء السنة، تَشَرَّبَتْ عقولهم وقلوبهم - إن بقي لهم شيء من عقول وقلوب - بغض المتشيعين في آل البيت $، ولاسيما الإمام علي، وصدق رسول الله ÷ حين قال: «لا يحبه إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا منافق»؛ إن المنحرفين عنه في زماننا تجاوز ما عُرف عن المنافقين من المراوغة والاستتار إلى المجاهرة بلعن الشيعة ليل نهار خدمةً للصهيونية العالمية، ولإسرائيل وراعيتها أمريكا وأوروبا الذين وجدوا في هؤلاء الأبواق غربان شؤم على المسلمين فرَّقَتْ جمعهم، ومَزَّقَتْ شملهم.
  أما في جنوب اليمن فغليان يشبه النار تحت الرماد، أو كالبركان تحت البحر، وأما في مأرب ونحوها من البلاد التي يسكنها رجال عرفوا بالشراسة والشدة فمتروك لتنظيم القاعدة، وما بقي من البلاد يعبث به فاسدون أكثر شراهة من الجراد والسمك، والبلاد ترزح تحت براثن انفجار سكاني، وشح المياه، ونضوبها في أماكن كثيرة، وبطالة، وفقر، ومرض، وتعليم منهار، وقضاء مخجل، وأمن ضائع متخبط.
  وأما خارج اليمن فيكفي خطر إسرائيل ومن انضم إليها من العرب أحفاد أبي رُغال، ويكفي شر أمريكا التي ملأت الأرض فسادًا، والعراق وأفغانستان، والصومال، وفلسطين، ولبنان، من الشواهد على بغيها.
  أكملت مراجعة وتدقيق الإخراج الأخير لهذه الطبعة الثانية بتحقيقنا ونشرنا قبل ظهر الأحد ٢٤/ رجب / ١٤٣٢ هـ - ٢٦/ ٦/٢٠١١ م، واليمن تمر بأزمة تخنق الأنفاس.
  د المرتضى بن زيد الْمَحَطَّوَرِيُّ الْحَسَنِيُّ