الروضة الندية شرح التحفة العلوية،

محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير (المتوفى: 1182 هـ)

(ذكر شفقة النبي ÷ على علي #، ورعايته له، ودعائه له)

صفحة 403 - الجزء 1

  وقد نَجَزَ بِحَمْدِ اللهِ مَا أَمْلَيْنَاهُ عَلَى الاخْتِصَارِ، وفَرَغَ مَا جَمَعْنَاهُ مِنْ مَنَاقِبِ الوَصِيِّ # مِمَّا نَقَلَهُ الْأَئِمَّةُ النُّفَّارُ؛ مِمَّا تَيَسَّرَ لَنَا عِنْدَ جَمْعِهِ الْوُقُوفُ عَلَيْهِ، مَعَ عِلْمِنَا بِأَنَّ مَا تَرَكْنَا أَكْثَرَ مِمَّا أَرْشَدْنَا إِلَيْهِ؛ لِأَنَّهُ رُقِمَ فِي دِيَارِ خَالِيَةٍ عَنِ الْأَسْفَارِ الْحَوَافِلِ، وَعَاطِلَةٍ عَمَّنْ يُسْتَعَانُ بِهِ مِنْ نَاقِل أَوْ قَائِل، وَلَوْلَا مَحَبَّةُ الدُّخُولِ في عِدَادِ خُدَّامٍ سَيّدِ الوَصِيِّينَ، ومَحَبَّةُ التَّشَرُّفِ بِإِهْدَاءِ مَنَاقِبِهِ إِلَى مُحِبِّيْهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَرَجَاءُ الْفَوزِ بِمَا يَفُوزُ بِهِ مُحِبُّوهُ يَومَ الدِّينِ، وَامْتِثَالُ مَنِ امْتثَالُ أَمْرِهِ مِنَ الطَّاعَاتِ لِرَبِّ العَالَمِينَ: سَيّدِي، ووالدي السَّيِّدِ ضياء الدين إسماعيل بن صلاح الأمير، أفَاضَ الله عليه من إحْسَانِهِ في الدَّارَيْنِ، وَمِنْ فُرَاتِ إِنْعَامِهِ النَّمِيرِ - لما أَجْرَيْتُ بِمَا سَرَدَ بِهِ اليَرَاعُ، وَلَا مَلَأَتُ بِمَا أَمْلَيْتُهُ وُجُوهَ الرَّقَاعِ، فَإِنْ جَاءَ مَقْبُولًا فَمِنْ بَرَكَاتِ مَنْ لَهُ هَذِهِ الخِدْمَةُ، وبِدَعَوَاتِ مَنْ دَعَوَاتُهُ لَا تُرَدُّ مِنْ أَبْوَابٍ الإِجَابَةِ والرَّحْمَةِ، وإِنْ جَاءَ غَيْرَ مَقْبُولٍ فَلِقُصُورِ مُنْشِيْهِ، وَانْحِطَاطِ دَرَجَةِ كَاتِبِهِ ومُتَعَاطِيْهِ، وَالْحَمْدُ للهِ أَوَّلًا وآخِرًا حَمَدًا دَائِمًا بِدَوامِ اللهِ عَدَدَ خَلْقِ اللَّهِ، وَصَلَاتُهُ وسَلامُهُ على مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الهُدَاةِ.

  قال مؤلفه: كَثَّرَ اللهُ فَوَائِدَهُ، وجَزَاهُ أَفْضَلَ الجزَاءِ، وَافَقَ الفَرَاغُ مِن تَبْيْضِهِ وَقْتَ النَّدَاء بِعَصْرِ يَوْمِ السَّبْتِ الثالث من شهر ربيع الأول من سنة ألف ومائة وثلاث وأربعين ختمها الله وما بعدها بخير، بِمَحْرُوسِ حِصْنِ شَهَارَةَ من بلاد الْأَهْنُومِ، تقبل الله منه ذلك، وجعله خَالِصا لوجهه الكريم.

  تمت مراجعته مراجعة دقيقةً، وخِدْمَتُهُ بالضبط، والتشكيل؛ تسهيلًا على القارئ، واستدراك ما عثرنا عليه في الطبعة السابقة من أغلاط لا يخلو عنها البشر، راجيًا من اللطيف الكريم، الرحمن الرحيم أن يغفر لنا، وأن يسترنا يوم كشف الأستار؛ فهو سبحانه يعلم بالحال التي نحن فيها من مِحَنٍ تَهدُّ الجبال، وتشيب نواصي الأطفال. أما في اليمن فحرب ضروس للمرة السادسة بمحافظة صعدة وبلاد سفيان محافظة عمران أهلكت الحرث والنسل، وأحرقت