سورة هود #
  كيف نصب {غَيْرَ مَنْقُوصٍ} حالا عن النصيب الموفى؟ قلت: يجوز أن يوفى وهو ناقص، ويوفى وهو كامل. ألا تراك تقول. وفيته شطر حقه، وثلث حقه، وحقه كاملا وناقصا،
  {وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ ١١٠}
  {فَاخْتُلِفَ فِيهِ} آمن به قوم وكفر به قوم، كما اختلف في القرآن {وَلَوْ لا كَلِمَةٌ} يعنى كلمة الإنظار إلى يوم القيامة {لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ} بين قوم موسى أو قومك. وهذه من جملة التسلية أيضاً.
  {وَإِنَّ كُلاًّ لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمالَهُمْ إِنَّهُ بِما يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ١١١}
  {وَإِنَّ كُلًّا} التنوين عوض من المضاف إليه، يعنى: وإنّ كلهم، وإنَّ جميع المختلفين فيه {لَيُوَفِّيَنَّهُمْ} جواب قسم محذوف. واللام في {لَمَّا} موطئة للقسم، و «ما» مزيدة. والمعنى: وإن جميعهم والله ليوفينهم {رَبُّكَ أَعْمالَهُمْ} من حسن وقبيح وإيمان وجحود. وقرئ: وإن كلا بالتخفيف على إعمال المخففة عمل الثقيلة، اعتباراً لأصلها الذي هو التثقيل. وقرأ أبىّ: وإن كل لما ليوفينهم، على أنّ إن نافية. ولما بمعنى إلا. وقراءة عبد الله مفسرة لها. وإن كل إلا ليوفينهم، وقرأ الزهري وسليمان بن أرقم: وإن كلا لما ليوفينهم، بالتنوين، كقوله {أَكْلاً لَمًّا} والمعنى: وإن كلا ملمومين، بمعنى مجموعين، كأنه قيل: وإنّ كلا جميعاً، كقوله {فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ}.
  {فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَمَنْ تابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ١١٢}
  {فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ} فاستقم استقامة مثل الاستقامة التي أمرت بها على جادّة الحق، غير عادل عنها {وَمَنْ تابَ مَعَكَ} معطوف على المستتر في استقم. وإنما جاز العطف عليه ولم يؤكد بمنفصل لقيام الفاصل مقامه. والمعنى: فاستقم أنت وليستقم من تاب على الكفر وآمن معك {وَلا تَطْغَوْا} ولا تخرجوا عن حدود الله {إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} عالم فهو مجازيكم به، فاتقوه. وعن ابن عباس: ما نزلت على رسول الله ÷ في جميع القرآن آية كانت