الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سورة يوسف

صفحة 509 - الجزء 2

  وبرهان، لا على هوى. ويجوز أن يكون {عَلى بَصِيرَةٍ} حالا من {أَدْعُوا} عاملة الرفع في {أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}، {وَسُبْحانَ اللهِ} وأنزهه من الشركاء.

  {وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلا تَعْقِلُونَ ١٠٩}

  {إِلَّا رِجالاً} لا ملائكة، لأنهم كانوا يقولون {لَوْ شاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً} وعن ابن عباس ®: يريد ليست فيهم امرأة. وقيل: في سجاح المتنبئة

  وَلَمْ تَزَلْ أَنْبِيَاءُ اللهِ ذُكْرَانَا

  وقرئ: نوحى إليهم، بالنون. {مِنْ أَهْلِ الْقُرى} لأنهم أعلم وأحلم، وأهل البوادي فيهم الجهل والجفاء والقسوة {وَلَدارُ الْآخِرَةِ} ولدار الساعة، أو الحال الآخرة {خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا} للذين خافوا الله فلم يشركوا به ولم يعصوه. وقرئ: أفلا تعقلون، بالتاء والياء.

  {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا فَنُجِّيَ مَنْ نَشاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ١١٠}