سورة طه
  والتفصيل. عن ابن عباس: كان في لسانه رتة لما روى من حديث الجمرة. ويروى أن يده احترقت، وأن فرعون اجتهد في علاجها فلم تبرأ، ولما دعاه قال: إلى أى رب تدعوني؟ قال: إلى الذي أبرأ يدي وقد عجزت عنها. وعن بعضهم: إنما لم تبرأ يده لئلا يدخلها مع فرعون في قصعة واحدة فتنعقد بينهما حرمة المواكلة. واختلف في زوال العقدة بكمالها فقيل: ذهب بعضها وبقي بعضها، لقوله تعالى {وَأَخِي هارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِساناً} وقوله تعالى {وَلا يَكادُ يُبِينُ} وكان في لسان الحسين بن على ® رتة فقال رسول الله ÷: ورثها من عمه موسى. وقيل: زالت بكمالها لقوله تعالى {قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى} وفي تنكير العقدة - وإن لم يقل عقدة لساني -: أنه طلب حل بعضها إرادة أن يفهم عنه فهما جيدا، ولم يطلب الفصاحة الكاملة. و {مِنْ لِسانِي} صفة للعقدة كأنه قيل: عقدة من عقد لساني.
  الوزير من الوزر، لأنه يتحمل عن الملك أو زاره ومؤنة. أو من الوزر، لأن الملك يعتصم برأيه ويلجئ إليه أموره. أو من المؤازرة وهي المعاونة. عن الأصمعى قال: وكان القياس أزيرا، فقلبت الهمزة إلى الواو، ووجه قلبها أنّ فعيلا جاء في معنى مفاعل مجيئا صالحا، كقولهم: عشير وجليس وقعيد وخليل وصديق ونديم، فلما قلبت في أخيه قلبت فيه، وحمل الشيء على نظيره ليس بعزيز، ونظرا إلى يوازر وأخواته، وإلى الموازرة. {وَزِيراً} و {هارُونَ} مفعولا قوله {اجْعَلْ} قدم ثانيهما على أولهما عناية بأمر الوزارة. أو {لِي وَزِيراً} مفعولاه، وهرون عطف بيان للوزير. و {أَخِي} في الوجهين بدل من هرون، وإن جعل عطف بيان آخر جاز وحسن. قرءوا جميعا {اشْدُدْ وَأَشْرِكْهُ} على الدعاء. وابن عامر وحده: اشدد. وأشركه، على الجواب.