سورة الأحقاف
صفحة 309
- الجزء 4
  وقد جعلت إن صلة، مثلها فيما أنشده الأخفش:
  يرجّى المرء ما إن لا يراه ... وتعرض دون أدناه الخطوب
  وتؤوّل بإنا مكناهم في مثل ما مكناكم فيه: والوجه هو الأوّل، ولقد جاء عليه غير آية في القرآن {هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَرِءْياً}، {كانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثاراً} وهو أبلغ في التوبيخ، وأدخل في الحث على الاعتبار {مِنْ شَيْءٍ} أى من شيء من الإغناء، وهو القليل منه. فإن قلت بم انتصب {إِذْ كانُوا يَجْحَدُونَ}؟ قلت: بقوله تعالى {فَما أَغْنى}. فإن قلت: لم جرى مجرى التعليل؟ قلت: لاستواء مؤدى التعليل والظرف في قولك: ضربته لإساءته وضربته إذا أساء، لأنك إذا ضربته في وقت إساءته، فإنما ضربته فيه لوجود إساءته فيه، إلا أن «إذ، وحيث، غلبتا دون سائر الظروف في ذلك.