سورة الطلاق
  يوم القيامة. وقال #: إنى لأعلم آية لو أخذ الناس بها لكفتهم {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ ...} فما زال يقرؤها ويعيدها. وروى أنّ عوف بن مالك الأشجعى أسر المشركون ابنا له يسمى سالما. فأتى رسول الله فقال: أسر ابني وشكا إليه الفاقة، فقال: ما أمسى عند آل محمد إلا مدّ فاتق الله واصبر وأكثر من قول لا حول ولا قوّة إلا بالله، ففعل فبينا هو في بيته إذ قرع ابنه الباب ومعه مائة من الإبل تغفل عنها العدو فاستاقها، فنزلت هذه الآية {بالِغُ أَمْرِهِ} أى يبلغ ما يريد لا يفوته مراد ولا يعجزه مطلوب. وقرئ: بالغ أمره بالإضافة، وبالغ أمره: بالرفع، أى: نافذ أمره وقرأ المفضل: بالغا أمره، على أنّ قوله {قَدْ جَعَلَ اللهُ} خبر إن، وبالغا حال {قَدْراً} تقديرا وتوقيتا. وهذا بيان لوجوب التوكل على الله، وتفويض الأمر إليه، لأنه إذا علم أنّ كل شيء من الرزق ونحوه لا يكون إلا بتقديره وتوقيته: لم يبق إلا التسليم للقدر والتوكل.