سورة الطارق
  وفسره برجعه إلى مخرجه من الصلب والترائب أو الإحليل. أو إلى الحالة الاولى نصب الظرف بمضمر {السَّرائِرُ} ما أسرّ في القلوب من العقائد والنيات وغيرها، وما أخفى من الأعمال. وبلاؤها. تعرّفها وتصفحها، والتمييز بين ما طاب منها وما خبث. وعن الحسن أنه سمع رجلا ينشد:
  سيبقى لها في مضمر القلب والحشا ... سريرة ودّ يوم تبلى السّرائر
  فقال: ما أغفله عما في {وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ}؟ {فَما لَهُ} فما للإنسان {مِنْ قُوَّةٍ} من منعة في نفسه يمتنع بها {وَلا ناصِرٍ} ولا مانع يمنعه.
  {وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ ١١ وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ ١٢ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ١٣ وَما هُوَ بِالْهَزْلِ ١٤}
  سمى المطر رجعا، كما سمى أوبا. قال:
  ربّاء شمّاء لا يأوى لقلتها ... إلّا السّحاب وإلّا الأوب والسّبل
  تسمية بمصدرى: رجع، وآب، وذلك أنّ العرب كانوا يزعمون أنّ السحاب يحمل الماء من بحار الأرض، ثم يرجعه إلى الأرض. أو أرادوا التفاؤل فسموه رجعا. وأوبا، ليرجع ويؤب. وقيل: لأنّ الله يرجعه وقتا فوقتا. قالت الخنساء: كالرجع في المدجنة السارية. والصدع: ما يتصدّع عنه الأرض من النبات {إِنَّهُ} الضمير للقرآن {فَصْلٌ} فاصل بين