الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سورة الغاشية

صفحة 742 - الجزء 4

  {يَوْمَ يَغْشاهُمُ الْعَذابُ} وقيل: النار، من قوله {وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ}، {وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ يَوْمَئِذٍ} يوم إذ غشيت {خاشِعَةٌ} ذليلة {عامِلَةٌ ناصِبَةٌ} تعمل في النار عملا تتعب فيه، وهو جرها السلاسل والأغلال، وخوضها في النار كما تخوض الإبل في الوحل، وارتقاؤها دائبة في صعود من نار، وهبوطها في حدور منها. وقيل: عملت في الدنيا أعمال السوء والتذت بها وتنعمت، فهي في نصب منها في الآخرة. وقيل: عملت ونصبت في أعمال لا تجدى عليها في الآخرة. من قوله {وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ}، {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ} وقيل: هم أصحاب الصوامع. ومعناه: أنها خشعت لله وعملت ونصبت في أعمالها من الصوم الدائب، والتهجد الواصب. وقرئ: عاملة ناصبة على الشتم. قرئ: تصلى بفتح التاء. وتصلى بضمها. وتصلى بالتشديد. وقيل: المصلى عند العرب: أن يحفروا حفيرا فيجمعوا فيه جمرا كثيرا، ثم يعمدوا إلى شاة فيدسوها وسطه، فأما ما يشوى فوق الجمر أو على المقلى أو في التنور، فلا يسمى مصليا {آنِيَةٍ} متناهية في الحرّ، كقوله {وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ}. الضريع. يبيس الشبرق، وهو جنس من الشوك ترعاه الإبل ما دام رطبا، فإذا يبس تحامته الإبل وهو سم قاتل. قال أبو ذؤيب:

  رعى الشيرق الرّيّان حتّى إذا ذوى ... وعاد ضريعا بان عنه النّحائص

  وقال:

  وحبسن في هزم الضّريع فكلّها ... حدباء دامية اليدين حرود