الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سورة الأنفال

صفحة 232 - الجزء 2

  وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ ٦٠}

  {مِنْ قُوَّةٍ} من كل ما يتقوّى به في الحرب من عددها. وعن عقبة بن عامر: سمعت رسول الله ÷ يقول على المنبر: «ألا إن القوة الرمي» قالها ثلاثا. ومات عقبة عن سبعين قوسا في سبيل الله. وعن عكرمة: هي الحصون، والرباط: اسم للخيل التي تربط في سبيل الله. ويجوز أن يسمى بالرباط الذي هو بمعنى المرابطة. ويجوز أن يكون جمع ربيط كفصيل وفصال. وقرأ الحسن: ومن ربط الخيل، بضم الباء وسكونها جمع رباط. ويجوز أن يكون قوله {وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ} تخصيصاً للخيل من بين ما يتقوى به، كقوله {وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ} وعن ابن سيرين | أنه سئل عمن أوصى بثلث ماله في الحصون؟ فقال: يشترى به الخيل، فترابط في سبيل الله ويغزى عليها، فقيل له: إنما أوصى في الحصون، فقال: ألم تسمع قول الشاعر:

  أنّ الحصون الخيل لا مدر القرى

  {تُرْهِبُونَ} قرئ بالتخفيف والتشديد. وقرأ ابن عباس ومجاهد ® تخزون والضمير في {بِهِ} راجع إلى ما استطعتم {عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ} هم أهل مكة {وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ} هم اليهود وقيل المنافقون «وعن السدى هم أهل فارس، وقيل كفرة الجن، وجاء في الحديث. إن الشيطان لا يقرب صاحب فرس ولا داراً فيها فرس عتيق» وروى أنّ صهيل الخيل يرهب الجن