فصل
فصل
  فإن قيل: إن ظاهر أهل ذلك العصر براءة الذمة من الحقوق الواجبة على ما قرره الأميران، قال: قلنا كذلك ظاهر الزيدية في هذا العصر.
  الجواب: عن هذه تقدم، وأن محاربة أهل العصر وأخذ أموالهم ليس إلا لعنادهم عن الحق، وأنهم لم يقفوا على رأي إمام الهدى في الفعل والترك فأخذ مال البريء من الضمان، وقتله يكون عقوبة ونكالا، وصاحب الضمان تضمينا وإذلالا.
فصل
  قال أرشده الله: وهب أن عليهم حقوقا واجبة من زكاة، وكفارة، وبيت مال، وخمس، فلما حكم فيما أخذ منهم بحكم الغنيمة؟ وهلا صرف كل شيء من ذلك في مصرفه، ووضعه في موضعه؟ كما ذلك معلوم في دين أئمة الهدى $ كأحمد بن الحسين المؤيد بالله(١) فقد روي عنه أنه قال في الأموال
(١) هو أبو الحسين أحمد بن الحسين بن هارون بن محمد الحسيني الآملي، الإمام المؤيد بالله الكبير، كان بحرا لا ينزف، قال السيد الحافظ: إبراهيم بن القاسم #: برز في علم النحو واللغة، وأحاط بعلوم القرآن والشعر، وأنواع الفصاحة مع المعرفة التامة بعلم الحديث وعلله والجرح والتعديل، وهو إمام علم الكلام وإمام أئمة الفقه، وبالجملة فلم يبق علم من علوم الدنيا والدين إلا ضرب فيه بنصيب، روى عن أبي العباس وقاضي القضاة وغيرهما، وعنه السيد مانكديم والموفق بالله والقاضي يوسف وغيرهما، ومن مصنفاته: (شرح التجريد) و (البلغة) و (الهوسميات) و (الإفادة) و (الزيادات) و (التفريعات) في الفقه و (التبصرة) كتاب لطيف، وكتاب (إثبات النبوة) (مطبوع) وتعليق على شرح السيد مانكديم، و (إعجاز القرآن) في الكلام، و (الأمالي الصغرى) (مطبوع بتحقيقنا - منشورات دار التراث الإسلامي) و (سياسة المريدين) تحت الطبع. ولد بآمل طبرستان سنة ٣٣٣ هـ، وبويع له بالخلافة سنة ٣٨٠ هـ، وتوفي يوم عرفة سنة ٤١١ هـ، وصلى عليه السيد مانكديم، ودفن بلنجا، قال السيد محمد بن قاسم الهاشمي: وهي قرية متفرعة من عباس آباد، وقد من الله علينا بزيارته سنة ١٤١٣ هـ، وكان قد كتب على ضريحه - ابن تاروه - وصححنا الخطأ وعليه قبة جميلة.