مجموع رسائل الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة (القسم الثاني)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[قرن الأحوال]

صفحة 201 - الجزء 1

[قرن الأحوال]

  ورابعها: سأل أيده الله عن القول في شرح الرسالة الناصحة دل على حدوث قرن الأحوال؟ قال أيده الله: والأحوال هاهنا عبارة عن الصفات فكيف اقترنت بها الأجسام وليست الصفات أشياء فيصح فيها حدوث أو قدم؟

  الجواب عن ذلك: أن المقارنة بين المعاني والأجسام والأحوال مقتضيات عن المعاني وسمى المعاني أحوالا توسعا لما كانت دالة عليها، ومثل ذلك شائع، ولهذا فإنه جوز في الشرح ذكر المعاني، وجعلها الدليل، ويبني القول عنها؛ وإنما الصفات كالمعبرة عنها بلسان الحال، فاعلم ذلك موفقا.

[الجدلي]

  وخامسها: سأل عن الجدلي ما هو وما معناه؟

  الجواب: أن الجدل هو ما تقطع به خصمك بما سلمه وإن كان لا يوصلك إلى العلم، كما أن المطرفي يخص فعل العبد في حركة وسكون، ونحن نقول فعل العبد سواهما، فإن قال: لا. قلنا: أخبرنا: الألم بحركة أو سكون؟ أو كل الفعل أو بعضه؟ فإن كان سكونا بطل بضده، وكذلك إن كان حركة، ويقول: هل العلم حركة أو سكون؟ وهل الجمع، وهل التأليف، وهل الظن، وهل الإرادة وكل شيء من هذا نقطعه ولكنه لا يوصل إلى العلم، وإنما يوصل إليه الدليل العلمي.