مجموع رسائل الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة (القسم الثاني)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

مسألة [عن زواج آدم لبنيه]

صفحة 613 - الجزء 1

مسألة [عن زواج آدم لبنيه]

  سأل بعض الباطنية عن زواج آدم لبنيه من أين كان؟

  أجاب المنصور بالله #: أنّ الباطنية لا يكلّمون في هذه المسألة؛ لأنّ الكلام فيها فرع على إثبات الصانع تعالى وتوحيده وعدله وما يجوز عليه وما لا يجوز أن يفعله، فإذا تقرّر ذلك كانت الشرائع مصالح، وهي تختلف بالأزمنة والأمكنة والمكلفين، والمأثور في تفسير القرآن الكريم أن آدم # كان يولد له في كل بطن ذكر وأنثى لما أراد الله سبحانه وتعالى من انتشار النسل، فكان يزوج البطن الأعلى من البطن الأسفل، والبطن الأسفل من البطن الأعلى، ويحرم على المولودين في بطن المناكحة، فلما انتشروا وصاروا ابني أعمام حرم نكاح الأخوة وحلّت بنات العم، وهذا من نسخ الشرائع للمصالح، وإنما أراد الباطنية بذلك التوصل إلى نكاح أمهاتهم وأخواتهم أخزاهم الله وهم لا يرون بالصانع ولا بالشرائع، فافهم.

  ¿