مجموع رسائل الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة (القسم الثاني)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[حرية الإمام]

صفحة 204 - الجزء 1

  اعمل من أول النهار إلى الظهر ولك كذا، وقال لآخر: اعمل من الظهر إلى العصر ولك كذا، ثم قال لثالث: اعمل من العصر إلى المغرب بكذا وكذا، فغضب الأولان وقالا: عملنا أضعاف ما عمل وضوعف له الأجر، قال #: وكذلك اليهود والنصارى غضبوا لما خص الله به هذه الأمة من مضاعفة الأجر» وعلى سبيل الجملة نحن نعلم أن الآصار والتكاليف على الذين كانوا قبلنا أشق وأكثر، وأعمارهم كانت أطول، ونحن نعلم أن أمة محمد ÷ أفضل الأمم وأكثرها ثوابا، وأحسنها منقلبا ومآبا؛ وإنما تنكر هذه الفرقة العمياء الضالة عن منهاج الهدى التي عادت أدلتها وهداتها، وفارقت حماتها ورعاتها، فتاهت في أودية الضلال، وباعت الماء بالآل⁣(⁣١)، فلم تباشر يد اليقين، ولا كتبت في ديوان المتقين، فنعوذ بالله من الزيغ والزلل، ونسأله الثبات في القول والعمل، وأنت تعلم أيدك الله أن نوافل نوح # أكثر من نوافل محمد ÷، وفرائضه أضعافا مضاعفة؛ فأعطاه الباري سبحانه بقليل العمل في جنب ما قدمنا كثير الأجر، كما صح عندنا ولا اعتراض على الحكيم بعد ورود النص لأن طالب العلة يبنى على أصل فاسد وهو: أن الفضل ليس إلا بعمل؛ وقد بينا بطلانه في الشرح في مواضع كثيرة.

[حرية الإمام]

  وتاسعها: سأل أيده الله عن شرطنا الحرية في الإمام. قال أيده الله: ولا يصح ملك أحد من أهل البيت $؟

  الجواب عن ذلك: أن هذا العلم مضبوط الأصول، محقق الأركان


(١) السراب.