المسألة الحادية عشر [في أفعال البهائم]
  لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}[النساء: ٨٣]، وأولو الأمر هم آل محمد عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام هم بحار العلم، وجبال الحلم، وسفينة النجاة، وماء الحياة، وعصمة اللاجئين، ونور الحكمة، ومنهاج الرحمة، وسبيل الهدى، وعروة الله الوثقى، وحبل الله المتين، وصراطه المستقيم، وورثة النبيين، وأهل التأويل والتنزيل والتحريم والتحليل، لا تنال السعادة إلا بهم، ولا تكتب الشقاوة إلا ببغضهم، على الناس جميعا اتباعهم، وعليهم اتباع سلفهم، فالويل لمن حاربهم وأنكر فضلهم وطعن في أمرهم ورام الاستئثار بالأمر دونهم لقد ارتكب عظيما، وامتطى خطأ جسيما وكان من الأخسرين أعمالا {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً}[الكهف: ١٠٤]، فعليك باقتفاء آثارهم واحتذاء أمثالهم وترك التفريق بينهم لا تفرق بين أحد منهم.
  اعلم: أن المفرق بين الأئمة الهادين كالمفرق بين النبيين، وأن علمك لإمام عصرك من أهل بيت الذكر كما كان على سلفك لسلفه حذو المنتعل بالنعل والقذة بالقذة.
  ونسأل الله لنا ولك ولكافة المسلمين حسن الخاتمة، والحمد لله وصلاة على نبيه سيدنا محمد وآله وسلم تسليما يا كريم يا رحمن يا رحيم يا الله.
  * * *