مجموع رسائل الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة (القسم الثاني)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

المسألة الرابعة والعشرون عن الأجسام هل تسمع وترى أم لا تسمع وترى إلا الأعراض؟

صفحة 194 - الجزء 1

  مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ}⁣[النمل: ٤٠]، قيل: إنه آصف. فهل كان ذلك في مقدور البشر؟

  الجواب عن ذلك: أنه قيل: دعا إلى الله سبحانه بأن يأتي بالعرش فأتى به سبحانه إجابة لدعوته، وذلك مقدوره سبحانه فلا يتوجه السؤال على هذا التأويل.

  وسأل أيده الله: عن قصة عبد الله بن رواحة لما أغمي عليه ثلاثة أيام، ورأى الملك هل تجوز رؤية الملائكة قبل الموت؟

  الجواب عن ذلك: أن مشاهدة المؤمنين للملائكة قبل الموت غير ممتنعة وقد كان ذلك؛ فإن عليا # يوم بدر سلمت عليه الملائكة وعدهم بأصابعه، وجاء وأخبر النبي ÷ فقال: «استعد للوصية فما أحصى عدد الملائكة إلا وصي» وقيل في عده لهم بأصابعه: فظل يعقد بالكفين معتمدا، كأنه حاسب من آل دارانا. وقيل في مثل ذلك أعني الذي سلّم في ليلة عليه: ميكائيل وجبريل، ميكائيل في ألف، وجبريل في ألفين، يتلوهم إسرافيل وعدهم خمسة آلاف. وكانت الملائكة تزور رجلا من خزاعة وتسلّم عليه دائما، وكانت فيه جراحة في سبيل الله فكتمها فلما شكاها على بعض أصحابه انقطع عنه ما كان يرى، فأتى النبي ÷ فقال: تلك الملائكة كانت تزورك لكتمانك جراحتك في سبيل الله، فلو استمررت لم تنقطع عنك إلى أن تموت، فاشتد أسفه على الكتمان ولأن رسول ÷ كان يشاهد الملائكة في الحياة؛ فما المانع لغيره من ذلك إن شاء الله إلا أن يخشى أن يرفع التكليف، فقد لم يرتفع بذلك تكليف الرسول ÷.