مجموع رسائل الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة (القسم الثاني)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الثواب والجزاء]

صفحة 213 - الجزء 1

  الثواب فهي لدليل آخر في مقابلة ما زاد على إسقاط العقاب، وهذا عندنا الإسقاط والإحباط.

  فأما أهل الموازنة، فيجوزون أن تصل القيامة من قد ساوت حسناته وسيئاته فيدخل الجنة بشفاعة النبي ÷، ورحمة الله سبحانه كما دخلها الأطفال بغير استحقاق، والكلام في هذا يطول شرحه، وإنما الثواب غير القبول والقبول غير الثواب كما بينا لك أولا في معناها، فلذلك ذكروه بلفظين.

  وأما قوله: هل الحكم من الله سبحانه يسمى ثوابا؟ فقد بينا لك معنى الثواب وحده، إذ الأسماء لا تكون باختيارنا لأنا لو سمينا العقاب ثوابا والثواب عقابا أخطأنا اللغة والعرف.

  واعلم أن الأصل في الأسامي ثلاثة: لغوية، وعرفية، وشرعية. فاللغة الأصل، والعرف في اللغة طارئ على اللغة، والشرع طارئ على العرف، والعرف في الشرع طارئ على الشرع، وليس لأحد أن يسمي ما لم يكن لاسمه أصل في أحد الثلاثة الوجوه، وتفصيل ما تقدم كبير جدا موضعه أصول الفقه قد أودعنا منه (صفوة الاختيار)⁣(⁣١) ما فيه بركة إن شاء الله تعالى.

  قال أيده الله: هل منزلة الجزاء والثواب من الله سبحانه فرق؟


(١) صفوة الاختيار: كتاب في أصول الفقه، جمع فيه المؤلف # روائع المسائل، وذكر أصولها، والاختلافات فيها ورجح، واختار، وهو مخطوط منه نسخة خطت سنة ١٠٣٤ هـ، وفي ١٤٦ صفحة بمكتبة أحمد بن إسماعيل الدولة مصورة بمكتبة مركز بدر، ونسخة أخرى مصورة بمكتبة السيد محمد بن عبد العظيم الهادي.