مجموع رسائل الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة (القسم الثاني)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

مسألة [في الصحابة الذين تقدموا على علي #]

صفحة 379 - الجزء 1

  المعاصي لا نهاية له، ولا يكون أكثر منه شيء، وكلما انتهت إليه الإشارة فله نهاية، فتفهم ذلك موفقا، وما جاء من الحديث الأول في معنى ثواب من دعا بدعاء الصحيفة، وما يوجد في كتاب (الذكر)⁣(⁣١) من قراءة القرآن أو التسبيح أو الدعاء حمل على معنى ذلك الذي ذكرناه في تفسيره، وأن المراد به الجنس لا القدر لأن ذلك لا يستقيم على الأدلة.

مسألة [في الصحابة الذين تقدموا على علي #]

  في الصحابة الذين تقدموا على علي # ومن تبعهم وتابعهم، كيف تجوز الترضية عنهم، وقد عدلوا عمن صحت إمامته عندهم، لأن الأدلة على إمامته # كانت معلومة لهم ضرورة، فإن قال القائل: وإنهم وإن علموا الأدلة فإنهم لم يعلموا كونها أدلة.

  قلنا: عن هذا جوابان: أحدهما: أن تركهم للنظر فيها يكون معصية.

  والثاني: أنهم كانوا أعلم بمقاصد الكلام ومعانيه من أهل هذا الزمان، فكيف يصح أن يقال: بأنهم لم يعرفوا كونها أدلة فمعنى هذه الأمور، كيف تجوز الترضية عليهم، بل لو قالوا بلعنهم وسبهم والبراءة منهم لكان أسعد


(١) للإمام محمد بن منصور المرادي [١٥٠ - ٢٩٠ هـ] طبع في ٤٩٢ صفحة، بتحقيق محمد يحيى سالم عزان سنة ١٤١٧ هـ: وهو كتاب في الذكر ودوره في إعداد النفس وتربيتها، في الكتاب حشد كثير من الآيات والأحاديث وكلام الأنبياء والصالحين ليؤكد على أهمية ملازمة الذكر، كونه من أعظم وسائل القرب من الله.

ويعتبر الكتاب من أقدم ما جمع في بابه، إن لم يكن الأقدم على الإطلاق، قال محققه: بحثت فيما لديّ من المراجع والفهارس فلم أجد تحت هذا العنوان، إلا كتابين تقدماه، أحدهما لعبد الله بن محمد أبي الدنيا (٢٠٨ - ٢٨١ هـ)، والثاني لعبد العزيز بن أحمد الجلودي المتوفى سنة ٢٦٧ هـ، يحتوي الكتاب على ٥٣٦ نصا ما بين حديث وأثر وحكاية، رواه مؤلفه من طريق أكثر من ٧٥ شيخا، وهو عبارة عن جامع للأذكار وفضائلها، وما يتعلق بها مثل آداب الدعاء، والإخلاص، والتقوى، واليقين، ونحو ذلك.