مجموع رسائل الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة (القسم الثاني)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

كتاب وصية البنات

صفحة 579 - الجزء 1

  وكان البر يجمع إليها من أقطار البلاد، وخلفت مالا جليلا، وكذلك أيضا بنات أخيها حمزة بن أبي هاشم أخوات لزينة بنت حمزة من أبيهن وهن ثلاث رغبن عن الأزواج، وكان فيهن صلاح ظاهر، وكان لهن بر واسع أيضا، فإن كان ذلك فليقع منهن التشمير للعلم، والتفرغ لعبادة الباري سبحانه، والحرص على طلب الخير واتباع الرشد، والمواساة للفقراء على قدر الإمكان، ومن وسع الله عليه من الكل أو البعض في الرزق لم يغفل عن إخراج حق الله تعالى في كل حول لأنه إن تأبد وطالت عليه المدة عسر إخراجه وثقل حمله، فإن الغلول من جمر جهنم؛ والغلول هو منع الحقوق وهو اسم الحرام أيضا، ولا يفرطن في دراسة العلوم وإدراك فقه الآباء $ بعد أخذ جملة قوية من أصول الدين ولا مانع من ذلك لمن تخلت عن الدنيا ورفضت زينتها، والحج إن أمكن ذلك فإنه جهاد النساء لأنه ليس عليهن قتال، ولا يدعن ما أمكن من الصيام، ويتعلمن أنواع صلاة النوافل: كصلاة التسبيح، وصلاة الرغائب، وصلاة شعبان النصف منه، وصلاة الأحداث: كصلاة الكسوف، وصلاة العيدين، وصلاة الجنائز، وأنواع الدعاء المسموع والتسبيح المسموع، ويتعرفن أنسابهن إلى رسول الله ÷ ويحفظن ذلك، فإن الشريف الفاضل قاسم بن يحيى وكان من علماء أهل البيت وفضلائهم أخبرني بنسبه إلى الحسن بن عبد الله بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم # فقلت له: من أين أخذت هذا؟ فقال لي: من جدتك الشريفة الكاملة زينة بنت حمزة، قال: دعتني وأنا صغير، وقالت: احفظ نسبك إلى رسول الله ÷ وألقته عليّ مرارا حتى حفظته، فعجبنا لحفظها أنساب أهل البيت $ وكثير من رجالهم لا يعرف نسبه فكيف نسب غيره، وليعلّمن من طلب العلم ويرشدن من تحرى الرشاد، ولا يدعن ما يمكن من علم الطب بإتقان وبصيرة، ولا يتعلقن بشيء من النجوم إلا معرفة المنازل لعلم أوقات العبادة، ويتبادرن إلى