[سببها]
  الكفر، وظهرت فيها الآيات الكبيرة، كتحقيق(١) الله سبحانه ما وعدهم به من إحدى الطائفتين، وحصول المطر عند الالتقاء، وإمداد الله المسلمين بجند من السماء حتى سمعوا أصواتهم ورأوا من رأوا منهم، ورمى النبي ÷ المشركين بالحصى والتراب، حتى عمَّت رميته الجميع، وتقليل الله المشركين في عيون المسلمين، وإشارته ÷ إلى مصارع المشركين، بقوله: «هذا مصرع فلان، وهذا مصرع فلان»، فكان كما قال، واطلاعه ÷ على ائتمار عمير بن وهب، وصفوان بن أمية على الفتك به ÷، وكان ذلك سبب إسلام عمير، إلى غير ذلك من الآيات والمعجزات الكثيرة.
[سببها]
  وكان من حديث غزوة بدر أن رسول ÷؛ لما تحين انصراف العير التي خرج من أجلها إلى العُشيرة، وإقبالها من الشام، ندب أصحابه للخروج إلى العير، وأمر من كان ظهره حاضراً بالنهوض ولم يحتفل لها(٢) احتفالاً كثيراً، فخرج ÷ في ستة وثمانين رجلاً من المهاجرين، ومائتين وسبعة وعشرين من الأنصار، وقيل غير ذلك، وكانت إبلهم سبعين بعيراً يعتقبونها، وكان معهم فرسان: إحداهما للمقداد بن الأسود، والأخرى لمرثد بن أبي مرثد الغنوي، وقيل: للزبير بن العوام، وكانت العير التي خرجوا من أجلها ألف بعير، فيها أموال عظيمة لقريش، يقال: إن فيها خمسين ألف مثقال(٣)، وكان فيها ثلاثون رجلاً من قريش، منهم: أبو سفيان بن حرب، وعمرو بن العاص.
  فلما بلغهم خروج رسول الله ÷ بعثوا رجلاً يقال له: ضمضم [ليخبر قريشاً،
(١) في (ب): لتحقيق.
(٢) في (ب): بها.
(٣) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٤/ ٩١، وابتسام البرق - خ -.