السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

سرية خضرة من أرض محارب بنجد

صفحة 202 - الجزء 1

سرية خَضِرة من أرض محارب بنجد⁣(⁣١)

  ثم كانت سرية خضرة من أرض محارب بنجد، أميرها أبو قتادة الأنصاري، في شهر شعبان سنة ثماني في خمسة عشر رجلاً إلى غطفان، فساروا ليلاً، وكمنوا نهاراً، حتى أتوا ناحيتهم، فهجموا على حاضرٍ منهم عظيم، وجردوا سيوفهم وكبروا، فقتلوا رجالاً⁣(⁣٢)، واستاقوا النعم، وحملوا الذرية حتى قدموا المدينة بمائتي بعير وألفي شاة، وسبي كثير.

سرية أبي قتادة إلى بطن إضم⁣(⁣٣)

  ثم كانت سرية أبي قتادة إلى بطن إضم⁣(⁣٤)، وهي ذي خشب⁣(⁣٥) وذي مروة على ثلاثة بُرد من المدينة في رمضان ومعه ثمانية رجال، وذلك حين همَّ رسول الله ÷ بغزوة الفتح؛ ليوهم أنه يريد تلك الناحية، فلقيهم عامر بن الأضبط الأشجعي، فسلم عليهم بتحية⁣(⁣٦) الإسلام، فبدر إليه محلِّم بن جثامة الليثي، فقتله لشيء كان بينه وبينه وأخذ بعيره وسلبه، ثم لحقوا برسول الله ÷ وقد علموا بمسيره فأدركوه بالسُّقْيا⁣(⁣٧)، وفيهم


(١) انظر ابتسام البرق - خ -، وتأريخ الطبري ٢/ ٣١٦ - ٣١٨، والمصابيح لأبي العباس ص ٢٤٣.

(٢) رجالاً، زيادة من (ب).

(٣) انظر ابتسام البرق - خ -، وتأريخ الطبري ٢/ ٣١٨، وسيرة ابن هشام ٤/ ١٩١ - ١٩٣، والمصابيح لأبي العباس ص ٢٤٣.

(٤) إضم بالكسر ثم الفتح وميم: ماء يطؤه الطريق بين مكة واليمامة عند السمينة. (معجم البلدان ١/ ٢١٤).

(٥) في ابتسام البرق: وادي خشب، وقال ياقوت في معجم البلدان ٢/ ٣٧٢: خُشُب بضم أوله وثانيه وآخره باء موحدة، واد على مسيرة ليلة من المدينة، له ذكر كثير في الحديث والمغازي. انتهى.

(٦) في (ب): تحية.

(٧) السُّقْيا بضم أوله وسكون ثانيه، قال ياقوت: قرية جامعة من عمل الفُرع، بينهما مما يلي الجحفة تسعة عشر ميلاً. (معجم البلدان ٣/ ٢٢٨).