السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[سرية حمزة بن عبد المطلب # إلى ناحية العيص]

صفحة 99 - الجزء 1

  وأذن الله ø للمسلمين بالجهاد، بقوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}⁣[الحج: ٣٩]، وكتب عليهم الجهاد بقوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ}⁣[البقرة: ٢١٦] الآية، عقد ÷ همته على ذلك، وشمَّر في طلب المشركين.

[سرية حمزة بن عبد المطلب # إلى ناحية العيص]

  فكان أول لواء عقده لواءً أبيض على رأس سبعة أشهر من مقدمه المدينة، لعمه حمزة #، على ثلاثين راكباً، شطرهم من المهاجرين، وشطرهم من الأنصار، إلى ساحل البحر من ناحية العيص⁣(⁣١)، يعترضون عيراً لقريش، جاءت من الشام، فيها أبو جهل في ثلاثمائة راكب، فالتقوا واصطفوا للقتال، فمشى بينهم مجدي بن عمرو حتى انصرفوا من غير قتال⁣(⁣٢).

[سرية عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب إلى بطن رابغ]

  ثم عقد ÷ لواء أبيض لعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب⁣(⁣٣) في شوال على رأس ثمانية أشهر، فخرج في ستين راكباً من المهاجرين، فلقي مائتي راكب من قريش على ماء يقال له: أحياء في بطن رابغ⁣(⁣٤)، فكان أول من رمى بسهم في الإسلام، سعد بن


(١) العيص بالكسر ثم السكون وآخره صاد مهملة: موضع في بلاد بني سليم، به ماء يقال له: ذنبان العيص. (انظر معجم البلدان ٤/ ١٧٣).

(٢) ابتسام البرق - خ -، وانظر سيرة ابن هشام ٢/ ١٩٠ - ١٩٢، وتاريخ الطبري ٢/ ١٢٠ - ١٢١، والمصابيح لأبي العباس الحسني ص ٢٣٦، والسفينة للحاكم الجشمي (ج ٢) - خ -.

(٣) في سيرة ابن هشام: عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي.

(٤) في النسختين: رايع، وهو تصحيف، والصواب كما أثبته من المصابيح لأبي العباس الحسني ص ٢٣٦، ومن تاريخ الطبري ٢/ ١٢٠. ورابغ: قال في القاموس المحيط ص ١٠٠٢: رابغ وادٍ بين الحرمين قرب البحر. انتهى.