[سرية حمزة بن عبد المطلب # إلى ناحية العيص]
  وأذن الله ø للمسلمين بالجهاد، بقوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}[الحج: ٣٩]، وكتب عليهم الجهاد بقوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ}[البقرة: ٢١٦] الآية، عقد ÷ همته على ذلك، وشمَّر في طلب المشركين.
[سرية حمزة بن عبد المطلب # إلى ناحية العيص]
  فكان أول لواء عقده لواءً أبيض على رأس سبعة أشهر من مقدمه المدينة، لعمه حمزة #، على ثلاثين راكباً، شطرهم من المهاجرين، وشطرهم من الأنصار، إلى ساحل البحر من ناحية العيص(١)، يعترضون عيراً لقريش، جاءت من الشام، فيها أبو جهل في ثلاثمائة راكب، فالتقوا واصطفوا للقتال، فمشى بينهم مجدي بن عمرو حتى انصرفوا من غير قتال(٢).
[سرية عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب إلى بطن رابغ]
  ثم عقد ÷ لواء أبيض لعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب(٣) في شوال على رأس ثمانية أشهر، فخرج في ستين راكباً من المهاجرين، فلقي مائتي راكب من قريش على ماء يقال له: أحياء في بطن رابغ(٤)، فكان أول من رمى بسهم في الإسلام، سعد بن
(١) العيص بالكسر ثم السكون وآخره صاد مهملة: موضع في بلاد بني سليم، به ماء يقال له: ذنبان العيص. (انظر معجم البلدان ٤/ ١٧٣).
(٢) ابتسام البرق - خ -، وانظر سيرة ابن هشام ٢/ ١٩٠ - ١٩٢، وتاريخ الطبري ٢/ ١٢٠ - ١٢١، والمصابيح لأبي العباس الحسني ص ٢٣٦، والسفينة للحاكم الجشمي (ج ٢) - خ -.
(٣) في سيرة ابن هشام: عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي.
(٤) في النسختين: رايع، وهو تصحيف، والصواب كما أثبته من المصابيح لأبي العباس الحسني ص ٢٣٦، ومن تاريخ الطبري ٢/ ١٢٠. ورابغ: قال في القاموس المحيط ص ١٠٠٢: رابغ وادٍ بين الحرمين قرب البحر. انتهى.