[وفد طيء]
  إنَّا قد خلفنا في رحالنا وركابنا صاحباً لنا يحفظها لنا، قال: فأمر له رسول الله ÷ بمثل ما أمر للقوم به، وقال: «أما إنه ليس بشركم(١) مكاناً»، أي لحفظه أمتعة أصحابه، ذلك الذي يريده رسول الله ÷، وجاءوه بما أعطاه، فلما انتهوا إلى اليمامة ارتد عدو الله وتنبأ وتكذب لهم، وقال: إني أُشْرِكْتُ في الأمر معه، ثم جعل يسجع لهم السجعات، ويقول لهم فيما يقول مضاهاة للقرآن على زعمه: (لقد أنعم الله على الحبلى، أخرج منها نسمة تسعى، من بين أصفاق وأحشاء)(٢)، وأحل لهم الخمر والزنا، ووضع عنهم الصلاة، وهو مع هذا يشهد لرسول الله ÷ أنه نبي، فأصفقت معه على ذلك(٣) بنو حنيفة(٤).
[وفد طيء]
  قال: وقدم على رسول الله ÷ وفد طيء، فيهم زيد الخيل، وهو سيدهم، فأسلموا وحسن إسلامهم، وقطع ÷ لزيد الخيل فيداً(٥) وأرضين معه وكتب له بذلك، وسماه زيد الخير(٦).
  ووفد عليه بعد ذلك عدي بن حاتم الطائي فأسلم، الخبر(٧).
[قدوم فروة بن مسيك المرادي]
  قال ابن بهران، عن ابن هشام: وقدم فروة بن مسيك المرادي على رسول الله ÷
(١) في (ب): بشره.
(٢) في ابتسام البرق، والسفينة: وحشى.
(٣) في (ب): فأصفقت لهم مع ذلك بني حنيفة.
(٤) ابتسام البرق - خ -، وسيرة ابن هشام ٤/ ١٥١ - ١٥٢، وتاريخ الطبري ٢/ ٣٩٣ - ٣٩٤، والسفينة (ج ٢) - خ -.
(٥) الفيد: الأرض.
(٦) ابتسام البرق - خ -، وانظر سيرة ابن هشام ٤/ ١٥٢، وتاريخ الطبري ٢/ ٣٩٨.
(٧) ابتسام البرق - خ -، وانظر سيرة ابن هشام ٤/ ١٥٣ - ١٥٥، والسفينة للحاكم الجشمي ج ٢ - خ -.