[سببها]
غزوة المُرَيْسِيع(١)
  وهي غزوة بني المصطلق، [وهم بنو جذيمة بن كعب بن خزاعة، فجذيمة هو: المصطلق](٢)، والمريسيع: ماء لهم، بينهم وبين الفُرع نحو يوم، وبين الفُرع والمدينة ثمانية برد.
[سببها]
  وسببها أن الحارث بن أبي ضرار، سيد بني المصطلق جمع لحرب رسول الله ÷ جمعاً من قومه ومن سائر العرب، فخرج رسول الله ÷ لليلتين خلتا من شعبان سنة خمس، وقيل: سنة ست(٣)، حتى انتهى إلى المريسيع، وقد كان بلغ القوم مسيره، فتفرق عن الحارث من كان قد اجتمع إليه من أفناء(٤) العرب، فهيأ الحارث للحرب، وصف رسول الله ÷ أصحابه، فتراموا بالنبل ساعة، ثم حمل المسلمون على المشركين حملة رجل واحد، فما أفلت منهم إنسان، قتل عشرة، وأسر الباقون، وسبيت النساء والذرية، وغنمت الشاء والإبل وغيرها، وكان السبي أهل مائتي بيت، والإبل ألفين، والشاء خمسة الآف، وسبيت جويرية بنت الحارث المصطلقية، فوقعت في سبي ثابت بن قيس بن شماس فكاتبها، وجاءت تستعين رسول الله ÷ في كتابتها، فقال لها: «أو خير من ذلك، أؤدي عنك وأتزوجك»، قالت: نعم، فأدى عنها كتابتها وتزوجها، وخرج الخبر بذلك إلى المسلمين فأطلقوا ما كان بأيديهم من السبي، وقالوا: أصهار رسول الله ÷(٥).
(١) في (ب): المرسيع، وعن غزوة المريسيع انظر ابتسام البرق - خ -، وسيرة ابن هشام ٣/ ١٨٤ - ١٩٨، وتأريخ الطبري ٢/ ٢٦٠ - ٢٧٠.
(٢) ما بين المعقوفين سقط من (ب).
(٣) كما ذكره ابن هشام ٣/ ١٨٤، والطبري ٢/ ٢٦٠، والحاكم الجشمي في السفينة (ج ٢) خ.
(٤) في (ب): أبناء.
(٥) ابتسام البرق - خ -، وانظر سيرة ابن هشام ٣/ ١٨٨، وتأريخ الطبري ٢/ ٢٦٤.