السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[ذكر حلف الفضول]

صفحة 25 - الجزء 1

[ذكر حلف الفضول]

  أما حلف الفضول، فسببها أن رجلاً من زبيد بن صعب بن سعد العشيرة باع سلعة له من العاص بن وائل السهمي، فظلمه⁣(⁣١) الثمن، فلما أيس طلع على جبل أبي قبيس، نادى:

  يا للرجال لمظلوم بضاعته ... ببطن مكة نائي الحي والنفرِ

  إن الحرام لمن تمت حرامته ... ولا حرام لثوبي لابس الغدر

  فاجتمعت بنو هاشم، وبنو المطلب بن عبد مناف، وزهرة بن كلاب، وتيم بن مرة، بنو الحارث بن فهر، فتحالفوا في دار عبد الله بن جدعان التيمي، ليكونُنَّ مع المظلوم حتى ينصف، فسمته قريش: حلف الفضول، وفيه يقول الزبير⁣(⁣٢) بن عبد المطلب:

  حلفت لنعقدن⁣(⁣٣) حلفاً علينا ... وإن كنا جميعاً أهل دار

  نسميه الفضول إذا عقدنا ... يَعُزُّ به الغريب لدى⁣(⁣٤) الجوار

  ويعلم من حوالي⁣(⁣٥) البيت أنَّا ... أباة الضيم نهجر كل عارِ⁣(⁣٦)

  فقال النبي ÷: «لقد شهدت حلفاً في دار عبد الله بن جدعان لو دعيت إلى مثله لأجبت، وما زاده الإسلام إلا تشديداً»⁣(⁣٧)، وقيل: الذين قاموا بحلف الفضول رجال من


(١) في (ب): السلمي فطلبه.

(٢) في (ب): ابن الزبير بن عبدالمطلب، والصحيح ما في (أ).

(٣) في (ب): ليعقدن.

(٤) في (ب): لذي.

(٥) في (ب): من حوى في البيت ... إلخ.

(٦) انظر مروج الذهب ٢/ ٢٧٩ - ٢٨٠، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٥/ ٢٠٣ - ٢٠٦ ..

(٧) أورده ابن هشام في السيرة النبوية ١/ ٩١ بلفظ: «لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفاً ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو أدعى في الإسلام لأجبت»، وابن أبي الحديد في شرح النهج ١٥/ ٢٠٣ بلفظ مقارب للفظ ابن هشام، وأورده ابن أبي الحديد أيضاً ١٥/ ٢٢٥ بلفظ: «لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفاً ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو دعيت به اليوم لأجبت، لا يزيده الإسلام إلا شدة». =